لم تکن أساليب التصميم الداخلي يوماً أکثر تواصلاً وترابطاً وربما تشابکاً أيضاً أکثر مما هي عليه الآن مما أوجد حالة من تشابه تلک الأساليب وميلاد الأخرى وربما تلاشي البعض الأخر، إلى الدرجة التي أربکت معها المتلقي وربما المصمم ذاته. فقد أصبح من الضروري على متخصصي العمارة الداخلية من الباحثين - کلاً فيما تخصص فيه - أن يعملوا على فض هذا الإشتباک وتوضيح حقيقة هذا الربط وحدوده وکذلک إمکانية الفصل بينها, وهو ما سيتيح للمصمم الداخلي الفرصة للعمل والإبداع الواعي المثمر بدلاً من شيوع أعمال تصميمية فاقدة للهوية, الأمر الذي سيکون له الأثر الإيجابي على المستخدم وعملية التناول الفراغي برمتها.
ويأتي موضوع هذا البحث في إطار هذا المفهوم, إلا أن الباحث يحاول في هذا الصدد الترکيز على أثر الفن التفاعلي وتطبيقاته الرقمية في مجال الواقع الافتراضي بصفة عامة وتخصص العمارة الداخلية بصفة خاصة وما أتاحته هذه التقنيات في الوصول بهذا التخصص إلى واقع افتراضي مختلط, وهو ما يفترضه البحث. ويسعى الباحث إلى إثبات هذه الفرضية إعتماداً على عرض وتحليل بعض من النماذج المختارة, من أعمال الفن التفاعلي والأخرى من هذه العوالم الافتراضية الرقمية في العمارة الداخلية التي تسهم فى الوصول إلى هدف البحث.
مشکلة البحـث:تکمن مشکلة البحث في الإجابة على السؤال التالي:- هل أدى الفن التفاعلي في العمارة الداخلية إلى تحول الشکل الفراغي إلى أن يصبح واقعاً افتراضياً مختلطاً؟