تشكل جسور وأنفاق المشاة أهمية كبرى في حماية السكان والزائرين من الحوادث ومخاطر عبور الشوارع، فضلا عن تسهيل حركة المرور وعدم تكدس المواطنين عند الإشارات المرورية بالمركبات وفي ربط المناطق السكنية والتجارية التي تفصلها الشوارع الرئيسية والسريعة والدائرية، إلا أن المدينة المنورة رغم كثافة سكانها وزوارها ما زالت تعاني من قلة أعداد جسور المشاة في ظل وجود الكثير من الطرق السريعة التي هي بحاجة إلى وجودها، فيتعرض المئات من عابريها يوميا إلى خطر الحوادث المرورية والدهس.
وأنسنه المدن مصطلح مهم وحيوي يهدف لجعل المدن أكثر ملاءمة للإنسان، يشعر فيها أنه يعيش في مدينة صديقة له، وليس مجرد مكان يقيم فيه. مدينة تخدمه وتمكنه من الاستمتاع بحياته، وتطوير إمكاناته ومزاولة حياته الفكرية والعملية والاجتماعية. وأطلاق المملكة مبادرات أنسنه المدن لتحسين جودة الحياة في المدن كبرنامج واسع لخلق مدن مستدامة أكثر حيوية وملائمة للعيش.
يهدف البحث في مبحثه الأول لدراسة الوضع الراهن للتوزيع المكاني لمواقع جسور وأنفاق المشاة، وأنماطها وتصنيفها بالمدينة بعد رصدها بالـGPS، ويتناول المبحث الثاني أهم مشاريع طرق المشاة الجاري تنفيذها للوصول للمزارات التاريخية طبقاً لرؤية المملكة 2030 ولخدمة ساكني المدينة، ويستعرض المبحث الثالث اختيار أفضل المواقع لإقامة جسور وأنفاق المشاة من خلال تحليلات تقنية المعلومات الجغرافية GIS، وبالاعتماد على المصورات الفضائية لعام 1442هـ/2020م، طبقاً المعايير والاشتراطات الفنية، وأخيراً ينتهي البحث بخاتمة يرصد فيها الباحث بعض المقترحات والتوصيات التي يأمل من خلالها في مساعدة الجهات ذات العلاقة في تجهيز شبكة طرق المدينة المنورة بمجموعة من المسارات المخصصة للمشاة وزيادة عدد جسور المشاة على الطرق السريعة؛ لتقليل حوادث الطرق (الدهس) في إطار مبادرة أنسنه الطرق بها.