أصبحت عملية الإعلام والاتصال الجماهيري علمًا قائمًا بذاته، له تفرده بين العلوم الإنسانية، کما وضع لهذا العلم أبنية منهجية کالنظريات والقواعد والقوانين والنماذج والفروض، حيث تعاملت حرکة تناقل الأفکار بقصد فهم هذه العمليات وتفسيرها والتحکم في ظواهر الاتصال والإعلام والوقوف على ظواهرها وفعاليتها.                               (هادي نعمان، 2012: 3)
ويرى(Michael,2012,65) أن للإعلام وسائل تعينه على تحقيق أهدافه، وتسمى وسائط أو أجهزة تؤدي دورها في إعلام الجمهور، فتنقل المعلومات عن طريقها وهي:

وسائل سمعية: تعتمد على السماع في إيصال المعلومات التي يراد إعلام الناس بواسطتها، وتعد من أکثر الوسائل شيوعاً في حياة الإنسان ومن أمثلتها الراديو، والمحاضرات، والتسجيلات.
 وسائل بصرية: سميت بهذا الاسم لاعتمادها على حاسة البصر کمصدر رئيسي في الإعلام فهي وسيط إعلامي يرتبط بهذه الحاسة الهامة في حياة الإنسان وأن تفاصيل المشاهدة أحياناً للشيء تعين على معرفته أکثر من سماع وصف له، ومن أبرز الوسائل البصرية: الصور، والکتب، والمطبوعات.
وسائل بصرية سمعية وسميت بهذا الاسم لاعتمادها على حاستي السمع والبصر معاً في وقتٍ واحد، وهذه الوسائل لها تأثيراً واضحاً وبالغاً في الإعلام، فالمعروف أن لحواس الإنسان قدرات متکاملة، وکل حاسة لديها قدرة متخصصة ويتم التنسيق بينهم لتعطي مفعولا أکبر، ومن الوسائل السمعية البصرية: التلفزيون، والسينما، والمسرح.

ولا يختلف إعلام الطفل کثيراً عن إعلام الکبار، ولکن يمکن الاختلاف في المواضيع المقدمة وطريقة طرحها لأن ميول واتجاهات الصغير ليست مثل الکبير، فالطفل بطبعة يحب الألوان والحرکة والرسوم واللعب وتقديم الفکرة بشکل مبسط تناسب المرحلة العمرية للأطفال.        (Singul, 2017,55)
وللإعلام تأثيرات کبيرة على الجمهور منها السلبية والإيجابية، وکل هذه التأثيرات دفعت الکثير من الدول الى التفکير في کيفية حماية أبنائها من التأثيرات الضارة واستثمار الجانب الإيجابي لهذه الوسائل، والسعي نحو إيجاد توازن بين ما يتلقاه الأطفال من وسائل الإعلام وما يتلقونه في الروضات حتى يحدث تکامل بين المعارف المکتسبة داخل الروضات وخارجها.
(محمد حسن الجندي، 2002: 17)
ويعد التليفزيون من أهم الوسائل التعليمية السمعية البصرية في الوقت الحالي، فلقد ساعد الأفراد في تعديل سلوکهم وربطهم بمجتمعهم أکثر من السابق، مما أدى إلى إکسابهم أنماط السلوک المعتدل الذي حقق الأهداف التربوية المطلوبة.                             (عايدة فاروق، 2011: 34)
وأهتمت دراسة (جيهان عبد السلام،2000) بالتعرف على أثر التلفزيون وبرامجه على السلوک الاجتماعي واستخدمت الباحثة المنهج التجريبي، کما توصلت إلى أن برامج الأطفال التلفزيونية تدعم مجموعة من القيم الإيجابية الملائمة لمرحلة الطفولة؛ وتبينت أن من الأثار السلبية لأفلام الکرتون إهدار الوقت، وعدم التفاعل الاجتماعي، کما تعد الرسوم المتحرکة إحدى المواد الإعلامية التي يقوم التلفزيون ببثها حيث تحظي بقسط کبير من المشاهدة من قبل الأطفال، لأن الطفل بطبيعته يحب الصور المعبرة وتجذبه الحرکة.
وقد أتاح التقدم الهائل في مجال البث التلفزيوني الفضائي عبر الاقمار الصناعية إلى اهتمام کل من المحطات الأجنبية والعربية في عملية إنتاج الرسوم المتحرکة وانتشار الإنتاج الأجنبي أکثر من العربي، مما أدى الى أخذ هذه الأفلام الأجنبية ودبلجتها کما هي بمميزاتها وعيوبها، ولهذا تأثير واضح على الطفل لاختلاف الثقافات والعادات والتقاليد بين کل مجتمع.