تعتبر مرحلة الطفولة من اهم المراحل واخصبها فهي مرحلة جوهرية حاسمة في حياة الفرد کما انها الاساس الذي نبني عليه لتحقيق النمو الشامل المتکامل
فقد أکدت العديد من الدراسات على اهمية السنوات الاولى في حياة الطفل باعتبار انها فترة تکوينيه توضع فيها البذور الاولى لشخصيته وتتکون المفاهيم والاتجاهات وايضا فهي مرحلة تأسيسية تبنى عليها مراحل النمو الاخرى (Abravanel,2005,23)
وتعتبر تنمية المفاهيم من الامور المهمة في التعلم، لهذا يرى معظم المهتمين بالتربية والتعليم ان أحد الاهداف العامة التي ينبغي ان تؤکد عليها جميع المراحل التعليمية خاصه مرحلة رياض الاطفال هو تنمية المفاهيم
ومن المجالات التي تشبع حاجات الطفل وميولة هو مجال العلوم، حيث تشير (Kathy Cobe.2005.1) على اهمية تعلم الطفل للعلوم لبناء اسسها في المستقبل حيث انها تساعد الاطفال على اکتشاف العالم من حولهم وتربطهم بيئتهم وتجعلهم على اتصال مباشر بالطبيعة، وتنمي اتجاهات ايجابية نحو العلوم في المستقبل، حيث ان التعليم الفقير للعلوم في مرحلة الطفولة المبکرة يؤدى الى تکوين اتجاهات سالبة عند الطفل، وتدنى في مستوياتهم في مراحل التعليم فيما بعد
وطفل الروضة نجده يسأل ويلاحظ الاشياء الموجودة في البيئة من حوله وأکثر ما يجذب انتباهه ويثير فضوله هي الکائنات الحية فهو دائما السؤال عن خصائص الکائنات الحية المحيطة به لذلک يجب تقديم مفهوم الکائنات الحية لطفل الروضة بطريقه تناسب خصائصه في هذه المرحلة وتراعى احتياجاته وميوله فهذا المفهوم له اهمية کبرى حيث انه يشبع فضول الطفل ويربطه بواقعه وحياته اليومية مما يؤدى الى تنمية اتجاهات ايجابية لدى الطفل نحو العلوم
ويؤکد العديد من الباحثين على اهمية اعداد البيئة المحيطة وتهيئتها لتحفزه على التعلم وتثير لديه حب الاستطلاع والفضول فمساعدة الطفل على اکتشاف بيئته والتعرف على ما تحتويه من کائنات حية واشياء غير حية يساعده على اکتشاف ذاته ويزيد من ثقته بنفسه (McGvinness,2009,21)
واستنادا إلى طبيعة الطفل في الروضة والمناهج التعليمية التي تنادى بجعل الطفل محور العملية التعليمية من خلال أنشطه تعليمية منظمة ومتنوعة والبعد عن أساليب الشرح والتلقين ظهرت أهمية استخدام استراتيجيات التعلم التي تهتم بخصائص وطبيعة طفل الروضة وتزيد من دافعيه الطفل نحو التعلم ومنها استراتيجية التعلم التعاوني.
مع أن الکثير من الأبحاث عن التعلم التعاوني أجريت على الطلبة الکبار وحققت نجاحا کبيرا، إلا أن هذه الاستراتيجية مصممه خصيصا للأطفال الصغار في رياض الأطفال وفى الصفوف الابتدائية لما لها من أثر على تشويق الأطفال وزيادة دافعيتهم للتعلم من خلال معونة الرفاق ومساعدتهم على رفع معنوياتهم وتعلم المادة بعمق أشد (Layman and Foyle,1988) حيث ترى (فاديه ديمتري، 129:2014) أن للتعلم التعاوني مزايا متعددة منها التفاعل الاجتماعي نشاط وايجابية الطفل زيادة الدافعية للتعلم الثقة بالنفس وتحمل المسئولية ...الخ