ملخص
مفھوم الاستدامة لا يعتبر مصطلحا حديثا، بل ھو مفھوم جسدتھ العمارة
التقليدية في مختلف أرجاء العالم منذ القدم عبر التوافق العفوي التجريبي مع
البيئة و الاستغلال الکفء لمصادر البيئة الطبيعية وفق تطور حثيث من
التجربة والخطأ على مر السنين ، ولقد کانت العمارة الوسيلة الأساسية التي
ابتکرھا الإنسان لحمايتھ من ظروف البيئة الخارجية القاسية, .
جودة المسکن ترتبط بتحقيق احتياجات الإنسان المختلفة (الطبيعية والروحية
والاجتماعية والثقافية والاقتصادية) ، وتحقيق ھذه الاحتياجات ھو الھدف
الرئيسي لعمليات التنمية ، وقد ارتبط المضمون الإسلامي في تصميم المسکن
بالتعاليم الإسلامية التي تختص بحياة الأسرة وأسلوب معيشتھا بصفتھا النواة
الأولى للمجتمع ، فالمسکن في المنظور الإسلامي وحدة اجتماعية لا ينفصل
فيھا البناء عن الأسرة التي تقيم فيھ .۱
ويعتبر الإسکان من الأوضاع الإجتماعية الأساسية التي تحدد مستوى جودة
الحياه للافراد ، فموقع المسکن ومستوى جودة تصميمھ وبنائھ ومدى انخراطھ
في النسيج البيئي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي للمجتمعات ھي عوامل
تؤثر على الحياه اليومية للافراد وصحتھم وأمنھم ورفاھتھم مع الأخذ في
الإعتبار الحياة الطويلة للمسکن کھيکل مادي لھذا فھو أمر جوھري من أجل
التنمية المستدامة, وسياسات الاسکان المستدام تھتم بمجموعة من الظ روف
الضمنية لتحقيق الإستدامة في تطوير الإسکان (مع مراعاة الأبعاد الأربعة
للإستدامة وھي الأبعاد البيئية والإجتماعية والإقتصادية ، والبحث يقدم رؤية
لتفعيل المضمون الانساني بمفھومھ الاشمل الي المسکن بحيث يصبح أکثر
ملائمة للابعاد الانسانية الاجتماعية والروحية ، مما يساعد علي تحقيق
السکينة للفرد والاسرة داخل المسکن ، مما يساعد علي تحسين جودة الحياة
الحضرية