يُشکل اقتصاد المعرفة إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني وقاعدة للانطلاق نحو التحول إلى الاقتصاد المبني على المعرفة. وقد عرفت البشرية في النصف الثاني من القرن العشرين نمواً لم يسبق له مثيل، حيث نمت الاقتصاديات في العالم نمواً هائلا، وکانت الإيديولوجيات السائدة تنظر إلى النمو على أنه أمر جيد للمجتمعات البشرية، لکن مع بداية السبعينيات من القرن الماضي بدأ يتضح أن النمو الاقتصادي لم يؤدي إلى: الحد من الفقر، وانتشار التعليم، وتوسيع خيارات الناس، والحيلولة دون تدهور البيئة، لهذا بدأت في الظهور نظريات جديدة ترکز على ضرورة توجيه النمو الاقتصادي نحو تحقيق الاحتياجات الإنسانية الأساسية والاهتمام بالمورد البشري وتحسين نوعية الحياة والتنمية البشرية. وتتمثل مشکلة البحث في السؤال: هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين اقتصاد المعرفة والنمو الاقتصادي في إسرائيل؟، کما تتمثل أهمية البحث من القناعة الشخصية بأن قاطرة أي نهضة تنموية في أي بلد تبدأ بالبشر بوصفهم الوسيلة والهدف، وتقديم دراسة لواقع التنمية الاقتصادية واقتصاد المعرفة في إسرائيل.
وتم الاعتماد على المنهج التحليلي لقياس أثر اقتصاد المعرفة علي النمو الاقتصادي في إسرائيل في الفترة من عام 1990 حتي عام 2017 حيث تم الإعتماد علي برنامج Eviews وتبين من البحث صحة الفرض البحثي، کما أوصى البحث بضرورة إداراک أن المعرفة مصدر متجدد يتراکم بالاستخدام والتوظيف والإبتکار، أما المصادر الطبيعية فهي محدودة تتراجع بالاستخدام الخاطئ، هناک مصادر طبيعية متجددة ومصادر طبيعية غير متجددة وبضرورة تبني سياسات وطنية کفيلة بإحداث نقلة نوعية في بنية الاقتصاد للانتقال من اقتصاد قائم على الانشطة التقليدية منخفضة القيمة المضافة إلى بنية تنموية جديدة تنطلق من اقتصادات المعرفة.