المستخلص إن السلع/ الخدمات العربية تکاد تکون مفقودة في الأسواق العالمية، بل وغير معروفة للمستهلک العالمي سواء أکان مستهلکا صناعيا أو مستهلکا نهائيا. وحيث تتواجد السلع العربية فهي غير قادرة على منافسة السلع الأجنبية حتى في أسواقها الوطنية. فتفصيلات المستهلک العربي للمنتجات والخدمات الأجنبية على مثيلاتها الوطنية أمر قائم ومن ضمن الثقافة الاستهلاکية، وهذا يسري تقريباً على جميع السلع وحتى الخدمات العربية (حتى في التعليم في کافة مراحله). والشيء المعروف عالميا کمنتج عربي فقط النفط، أو الغاز العربي أو الفوسفات، وربما خدمات الخطوط الجوية(الإماراتية) عدا ذلک من سلع وحتى خدمات تکاد لا تعرف نهائيا. هذا من جهة وإذا ما وجدت بعض السلع والخدمات فهي لا تقوى على المنافسة حتى في الأسواق المحلية العربية أمام المنتجات والخدمات الأجنبية(مثل السلع الکورية والصينية والهندية..) سواء فيما يتعلق بالسعر المنخفض، أو الجودة العالية، أو الاعتمادية أو الاستجابة أو غيرها من الميزات التنافسية التي تحملها السلع العالمية اليوم. هذا من جهة ثانية، علما أن معظم السلع التي تجد طريقها للتصدير هي سلع تقليدية(ضعيفة تکنولوجيا) لم تستطيع استيعاب متطلبات العصر، وخاصة المتطلبات التکنولوجية في مجال عملية تصنيعها، الأمر الذي انعکس سلبا عليها وهي في طريق  تلاشيها في الأسواق حتى المحلية مع قلة اليد الماهرة الخبيرة، ونظرا لانخفاض الدخل لمن يعمل بها. لقد تناولنا في هذا البحث تکنولوجيا التصنيع العربية واتجاهاتها المستقبلية في ضوء تطور تکنولوجيا الإنتاج ومستويات التصنيع العالمي. وحاولنا تحليل أسباب انخفاض مستويات التصنيع العربية بالمقارنة مع المستويات العالمية، وذلک في إطار تحليل أسباب المشکلات بالاستناد إلى تکنولوجيا الإنتاج وتکنولوجيا المعلومات ودورهما المتزايد في التصنيع والتسويق والريادة. لقد توصلنا في دراستنا إلى تحديد أسباب انخفاض مستويات التصنيع العربية، وتحديد معالم إستراتيجية مستقبلية لتطوير الصناعة العربية وذلک من خلال دمج تکنولوجيا الإنتاج بتکنولوجيا المعلومات في نظم الإنتاج والخدمات وتطويرهما محليا وصولا إلى مستويات تصنيع عالمية.