يواجه المعلم داخل الفصل اختلافات کبيرة بين الطلاب من حيث أساليب تعلمهم، وخلفياتهم الثقافية، واستعداداتهم، وقدراتهم، واحتياجاتهم وسرعة وکيفية تعلمهم وقد أصبح الاعتماد على أسلوب واحد في تعليمهم أمراً لا يمکن أن يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، ولاحتواء هذا التنوع داخل الفصل الدراسي ظهر اتجاه حديث في التدريس؛ يسمى التدريس المتمايز.           والتعليم المتمايز عبارة عن إستراتيجية تعليمية حديثة تهدف إلي خلق بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، تلبي قدراتهم واحتياجاتهم واهتماماتهم بطرق مختلفة، ويمکن أن يأخذ التعليم المتمايز أشکالاً وأساليب تعليمية مختلفة مثل التدريس وفق نظرية الذکاءات المتعددة والتدريس وفق أنماط المتعلمين والتعلم التعاوني(نصر، 2014).    وتعد مادة التربية الوطنية من أنسب المقررات التي يمکن استخدام التعلم المتمايز في تدريس موضوعاتها،کما أنها تعد مجالاً خصباً لتنمية وتعليم مهارات المشارکة السياسية،فهي تتيح لطلابها فرص دراسة بعض المواقف والقضايا السياسية، وتدربهم على اتخاذ القرارات، وإصدار الأحکام السليمة التي تغلب فيها المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتعطى للطلاب قدراً من الحرية، وتکسبهم المهارات التي تؤهلهم للمشارکة في المجتمع بفاعلية بدلاً من أن يقفوا موقف المتفرج من الأحداث الجارية، وتتيح لهم الفرصة لممارسة الديموقراطية، وتدربهم على مهارات المشارکة الانتخابية، والمجتمعية، والمعرفية، والبرلمانية (عارف،50،2012).