تکنولوجيا الذکاء الاصطناعي تتطور بسرعة مذهلة مع فوائد جوهرية کثيرة للاقتصاديات، المجتمعات والأفراد. کما تقدم تکنولوجيات الذکاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة وعد نشر الإنتاجية وإبتکار منتجات وخدمات جديدة. ويتطلب إدراک إمکانيات الذکاء الاصطناعي تحقيق هذه الفوائد علي أوسع نطاق ممکن وبأسرع وقت ممکن، مع الأنتقال السلس بقدر الإمکان.
إمکانية الذکاء الاصطناعي لدفع التغيير في کثير من قطاعات التوظيف أحيت المخاوف من الآلية ومستقبل العمل. وبينما کثير من النقاش والجدال عن السياسة العامة والخاصة عن الذکاء الاصطناعي والعمل والوظائف إتجه للترجيح بين مخاوف نهاية العمل وتطمينيات في أن القليل سوف يتغير من حيث العمالة الإجمالية، تشير الأدلة أ المتاحة  أن أيا من هذين التطرفين غير محتمل الحدوث. ومع ذلک، يوجد إجماع أن الذکاء الاصطناعي سيکون له تأثيرا تخريبيا علي العمل والمهن والوظائف، ومع فقدان بعض الوظائف، ووظائف أخري تنشأ، والبعض منها يتغير.
کما يوجد العديد من وجهات النظر المختلفة بإمکانية الآلية مع إجماع عريض أن تکنولوجيا الذکاء الاصطناعي الحديثة هي الأکثر ملاءمة للمهام الروتينية، وإن کانت المهام التي قد تتضمن عمليات معقدة، بينما من المرجح أن يظل البشر أکثر سيطرة في البيئات غير المتنبأ بها، أو في المجالات التي تتطلب ذکاء اجتماعي. وعلي مدي السنوات الخمس الماضية، کان هناک توقعات عديدة عن عدد الوظائف المحتمل أن تفقد، تکتسب، أو تتغير بواسطة تکنولوجيات الذکاء الاصطناعي بنتائج متفاوتة، واستخدام مقاييس زمنية مختلفة للتحليل. آخر المستجدات بدأ الإجماع في الظهور من خلال الدراسات التي توضح المدي الذي توصلت له الوظائف المختلفة. حيث أن زيادة البيانات الإدارية السريع، والمعلومات الأکثر تفصيلا عن المهام ساعدت تحسين موثوقية التحليل التطبيقي. وقد أدي ذلک لتقليل الاعتماد علي النماذج النظرية الصرفة غير المختبرة، کما أن هناک إجماع نامي عن أنواع الوظائف التي سوف تظهر في المستقبل. ومع ذلک، لا تزال هناک شکوکا کبيرة عن التکنولوجيات الناشئة الجديدة المحتملة ومدي علاقاتها الدقيقة مع الوظائف. بناء علي ذلک، من الصعب عمل تنبؤات دقيقة لأي وظائف سوف تشهد إنخفاضا في الطلب ونطاق إنشاء الوظائف الجديدة.
ويتضمن المدي الذي وصل له التقدم التکنولوجي للإحلال محل القوي البشرية بشکل عام نمو الإنتاجية، إنشاء المهام، وتراکم رأس المال. وأن عدد الوظائف المنشأة نتيجة نمو الطلب لها، وحراک العاملين لأدوار مختلفة،  وظهور وظائف جديدة مرتبطة بالمشهد التکنولوجي الجديد تاثرت جميعها أيضا بتأثير الآلية الاقتصادي الشامل بواسطة تکنولوجيات الذکاء الاصطناعي. بينما  تعتبر التکنولوجيا غالبا حافزا لإعادة النظر في المخاوف عن الالية والعمل، وقد تؤدي دورا رياديا في تشکيل النقاش والسياسة العامة، إلا ان ذلک لا يعتبر عاملا فريدا أو يمثل قوي ساحقة، حيث أن هناک عوامل أخري تساهم أيضا في التغيير التي تتضمن عناصر سياسية، اقتصادية وثقافية. وتشرح دراسات تاريخ التغيير التکنولوجي مساهمة التکنولوجيات لزيادات الإنتاجية علي مستوي السکان ، العمالة والثراء الاقتصادي علي مدي أکبر. لکن توضح هذه الدراسات أيضا أن الفوائد علي مستوي السکان ککل تأخذ وقتا طويلا لکي تظهر، ويمکن أن يکون هناک فترات زمنية التي في أثنائها قد يشهد جزء من السکان مکاسب کبيرة.
کما توجد أدلة قوية من الدراسات التاريخية والمعاصرة توضح أن التغييرات التي تدعمها التکنولوجيا للعمل والمهن والوظائف تتجه للتاثير علي العاملين الأقل أجرا أو الأقل مهارة أکثر من العاملين الآخرين. وهذا يقترح أنه من المحتمل أن يکون هناک تأثيرات إنتقالية تسبب اضطراب لبعض الناس أو الأماکن.  وقد ساهمت التکنولوجيا في السنوات الحديثة لشکل استقطاب الوظيفة اللتي فضلت العاملين المتعلمين تعليما عاليا، بينما تستبعد وظائف العاملين من ذوي الدخول المتوسطة، وتزيد المنافسة للعمالة غير الروتينية غير اليدوية. ويوجد ترکيز قوي للسوق الذي قد يعيق حصة دخل العمل، منافسته وإنتاجيته أيضا.
وأحد أکبر التحديات التي ظهرت بواسطة الذکاء الاصطناعي ما يرتبط بتعارض توسع عدم المساواة المحتمل علي الأقل في المدي القصير، حيث تتاثر العمالة ذات الدخل المنخفض بشکل غير متناسب، کما أن الفوائد لا يتم توزيعها علي نطاق واسع. هذا الدليل يؤلف أدلة مراجعة البحوث عبر المجالات المختلفة لکي تختبر نقاشا يتعلق بالسياسة عن التداخلات الضرورية للإعداد لمستقبل  العمل المقوي بالذکاء الاصطناعي لمساندة نقاش أکثر دقة عن تأثير الذکاء الاصطناعي علي العمل والوظائف فيه. بينما يوجد عددا من المسارات المستقبلية  المعقولة عن تکنولوجيات الذکاء الاصطناعي التي قد تتطور، مستخدمة الأدلة المتوافرة الأحسن من غير المجالات التي يمکن ان تساعد تأکيد أن التغيير المقوي بواسطة التکنولوجيا تم تسخيره لمساعدة تحسين الإنتاجية، وأن النظم توضع في المکان المناسب لتأکيد أن أرباح الأنتاجية يتم تقاسمها عبر المجتمع.