يتناول هذا البحث إحدى الظواهر الأدبية الدالة على البؤس الاجتماعي في العصر المملوكي، وتجلت هذه الظاهرة في الوصف الساخر للدور. وقد تناولت في بحثي أبرز أسباب الفقر في العصر المملوكي -بوصف ذلك مدخلا تاريخيا ضروريا، ثم أشرت إلى أبرز تجلياته لدى شعراء العصر كما تجلت في الحديث عن الملبس والمأكل وحال الأبناء والدور. ثم تناولت مظاهر البؤس في وصف الدار بين شاعرين مملوكيين متقاربين زمانيا هما: ابن الأعمى ت 692 هـ، الموافق 1293م، وابن دانيال ت710هــ، من خلال عدد من الأفكار التي تجلى فيها هذا البؤس أبرزها: تقارب المحاور في النصين، وكذلك المطلع فيهما، ثم وصف الدار من الداخل بحشراتها وزواحفها وهوامها وطيورها الغريبة، ووصف ما فيها من متاع أو أثاث كالحصير والفراش ونحوه، ووصف حال ساكنيها ومعاناتهم فيها. ثم يأتي في النهاية ما هو غاية مأمولهم وعز رجائهم، وغالبا ما يكون ذلك المرجو والمأمول في الآخرة، ما دامت الراحة في الدنيا صارت أملا بعيدا ورجاء ميؤوسا منه.