أبو عامر أحمد بن شهيد؛ شاعر وکاتب من کبار أدباء الأندلس؛ تفتق ذهنه، وجادت قريحته بدرر أدبية، ورسالة التوابع والزوابع درة من درره؛ طبقت شهرتها الآفاق، وقد لفت ابن بسام الشنتريني نظر النقاد إليها؛ عندما جمع فصولًا منها في ذخيرته.         وهي قصة خيالية؛ مسرحها وادي الجن، وکان قائده في هذه الرحلة؛ تابعة من توابع الجن؛ اسمه " زهير بن نمير" من قبيلة أشجع الجن.         کتبها " ابن شهيد" للرد على حساده وخصومه، ولإظهار مکانته في مجاليْ الکتابة والشعر، وعرض فيها عددًا من القضايا النقدية والأدبية؛ مع مجموعة من الجن.         والشخصية السردية من أهم العناصر في النص القصصي، ومن هنا تناول البحث، بناء الشخصية في رسالة التوابع والزوابع، من خلال ثلاثة محاور رئيسة.         خصصت المحور الأول لدراسة أنواع الشخصية التي تمثلت في الشخصية الرئيسية، والشخصية الثانوية، والشخصية الاستذکارية، والشخصية الإشارية، والشخصية المحورية.         ودرست في المحور الثاني أبعاد الشخصية، وأهم الأبعاد التي ارتبطت بالشخصيات في التوابع والزوابع: البعد الجسدي، والبعد النفسي، والبعد الاجتماعي، والبعد الثقافي، والبعد الفکري.         وتناول المحور الثالث الشخصية وتقنيات السرد، وقسمت هذا المحور إلى أربعة عناصر؛ هي: الشخصية والتشکيل اللغوي، والشخصية وتشکيل المکان، والشخصية وتشکيل الزمان، والشخصية وتشکيل الحدث.         ومن ثم تنحو التوابع والزوابع نحو السرد القصصي؛ من حيث لغتها، وتفاعل شخصياتها في خلق الحدث في إطار عنصري المکان والزمان، وقد ظهر الوصف والحوار في النسق السردي بصورة واضحة.