استهدف البحث الحالي إعدادِ تصورٍ مقترحٍ لما يجبُ أن تکونَ عليه مناهجُ الدراساتِ الاجتماعيةِ بالمرحلةِ الإعداديةِ المهنية ،بعناصرها المتمثلةُ في: (الأهداف، المحتوى، الأنشطة، أساليب التقويم)، في ضوءِ التنمية المستدامة والتعرف على فاعلية المنهج المطور في قيم المواطنة والذات الأکاديمية والتحصيل لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية المهنية ؛ ولتحقيقُ هذا الهدفِ تم إعدادُ قائمةِ بأبعاد التنمية المستدامة التي ينبغي توافرها في مناهجَ الدراساتِ الاجتماعيةِ بالمرحلةِ الإعداديةِ المهنية، وإعدادُ أداةِ تحليلِ محتوى مناهجَ الدراساتِ الاجتماعيةِ بالمرحلةِ الإعداديةِ بصفوفِها الثلاثةِ في ضوءِ أبعاد التنمية المستدامة، ثم ترجمةُ الأبعاد إلى مجموعةِ من المؤشراتِ التي تعتبرُ أساسًا يمکنُ خلالَها قياسِ مدى توافرِ الأبعاد في مناهجَ الدراساتِ الاجتماعيةِ بالمرحلةِ الإعداديةِ المهنية، وأخيرًا التوصلُ إلى التصورِ المقترحِ لمناهجَ الدراساتِ الاجتماعيةِ الحاليةِ بالمرحلةِ الإعداديةِ المهنية، وقد أسفرتْ نتائجُ البحثِ الحالي عن الآتي مناهج الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية المهنية لا تلبي أبعاد التنمية المستدامة.
الکلمات المفتاحية: تطوير مناهج- أبعاد التنمية المستدامة
المقدمة والإحساس بالمشکلة:
يواجه العالم اليوم العديد من المشکلاتِ البيئية , والاجتماعية , والاقتصادية التي تمسُ الحاضر والمستقبل ، مما تستدعي بالضرورة السعي لإحرازِ خطوات فعلية لحلها ، ومما يزيد من تضخم تلک المشکلات ، تعقّد المتطلبات البشرية من الموارد الطبيعية بصورة کبيرة ، خاصة مع الزيادة السکانية ؛ مما أدى إلى تفاقم المشکلات البيئية ، مثل: الاحتباس الحراري، وتدهور التربة (الزحف العمراني, والتصحر)، وتآکل طبقة الأوزون؛ مما يستدعي ضرورة التخطيط لمواجهة هذه المشکلات على جميع المستويات .
ولکى نواجه تلک المخاطر، لابد من تکاتف جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وتطوير المناهج الدراسية، التي تعد رکنًا أساسيًا في العملية التربوية؛ باعتبارها أهم وسيلة يعتمد عليها کلٌ من المُعلم والمتعلم کمصدرٍ رئيسٍ للمعرفة، خاصةً في ظل الثورة المعرفية والتکنولوجية التي يشهدها العالم؛ لذا ينبغي تطوير المناهج؛ لتساير تلک التغيرات بما يتناسب مع طبيعة العصر في ضوء أحد المستجدات والاتجاهات الحديثة في تطوير المناهج، ومنها: مدخل البنائية, والمدخل المنظومي, والمناهج المتکاملة، والتنمية المستدامة ....وغيرها .
وترجع أهمية تطوير مناهج الدراسات الاجتماعية إلى ما يتفرع منها من موضوعات وقضايا اجتماعية واقتصادية ومناخية وبشرية وبيئية ووطنية، والتي جميعها تدور حول کيفية تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة؛ لذا فهي من المناهج التي يمکن تطويرها في ضوء أحد المداخل السابقة، ومن تلک المداخل (مدخل التنمية المستدامة)، والتي عرفت بأنها "عملية الاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة من شأنها الحصول على فوائد طويلة الأمد" أي أنها طريقة استخدام الموارد التي تضمن التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للسکان داخل المجتمع على المدى الطويل. (Toune's A, Chakroun W,2011).