الکتاب المدرسى فى حد ذاته ليس قضية يجب معالجتها او ظاهرة علينا تناولها ، وإنما القضية الحقيقة تکمن فى موقع هذا الکتاب المدرسى فى عصرنا المعرفى وإيقاعاته الفنية المتجددة ، وما يفرض – على الکتاب المدرسى – من واجبات إلزامية عليه أداؤها وظواهر عصرية عليه مجاراتها وإلا کان الرسوب مصيرا محتوما له . ^([1]) فالکتاب المدرسى هو الذى يحدد للتلميذ ما سيدرسه من معلومات، وللمدرس ما سيدرسه له،وخاصة فى الدول النامية. من ثم يمثل محورا من أهم محاور التعليم قبل الجامعى ، الذى يعد نواه لتخرج کوادر بشرية قادرة على التعامل مع مجريات الحياة، بالإضافة إلى أنه أداه من أدوات تشکيل وتکوين شخصية التلاميذ فى المدارس . وعادة ما تتولى حکومات الدول النامية على وجه الخصوص من بينهما مصر متمثلة فى وزارة التربية التعليم، ترتيب الکتب المدرسية وطباعتها على نفقتها وتوزيعها بالمجان أو بالثمن الرخيص على التلاميذ مع بداية العام الدراسي . ([2]) فالکتاب المدرسي المقرر تحول اليوم فى کثير من المواد الدراسية إلى عامل طرد للطالب مما يدفع به إلى البحث عن بدائل آخري منها " الکتاب المساعد " ولا شک إن إعراض الطلبة عن الکتاب المدرسي المقرر وإقبالهم الشديد على الکتاب المساعد،يمثل ظاهرة خطيرة نظرا لما تنفقه الدولة من ملايين الجنيهات فى تأليف وطباعه الکتب المدرسية المقررة . وخاصة مع تفاقم المشکلة الأخيرة القائمة بين وزارة التعليم ودور النشر بسبب الکتب الخارجية . قد ذکرمجدى قاسم أن " الکتب الخارجية " تلاقى إقبالا من الطلاب بصورة تجعلهم يستغنون عن الکتاب المدرسي مما يمثل فى حد ذاته إهدارا للموارد المالية بسبب الإنفاق المزدوج على التعليم ، حيث تنفق الدولة ملايين الجنيهات على إعداد وطباعة الکتاب المدرسي والذى يأتى غالبا دون المستوى ويستغنى عنه الطلاب لصالح الکتب الخارجية " , حيث أصبحت الکتب الخارجية المساعدة تقف فى وجه الکتاب المدرسي وتحاربه بأسلوبها البسيط وتوزيعها الجيد للأفکار وما بها من معينات على الاستذکار من أسئلة متعددة .
(1) حنان احمد عبد الحميد : "هل يمکن للکتاب المدرسي (الورقى ) أن يظل على قيد الحياة ؟ " مجلة المعرفة  ، جامعة أم القرى ،عدد (175)  ، 17 أکتوبر  2009 م )2) حامد معروف الزيات : الکتاب المدرسى المقرر فى مصر ( 1975م – 2000م ) دراسة حرکة النشر والضبط البيليوجرافى   ( رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية آداب ، جامعة بنها، 2008م )