المقدمة والإحساس بالمشکلة: تتزايد المعرفة الإنسانية کل يوم وتتضاعف بسرعة فائقة في مجتمع تحيطه تحديات محلية وعالمية تحتاج إلى عقليات مفکرة قادرة على اتخاذ القرارات، ومتعلم نشط يسعى للحصول على المعلومات بنفسه، وتنمية هذه العقليات المفکرة مسئولية کل المؤسسات التعليمية. إن تنمية تفکير الفرد يمکن أن تتم من خلال المناهج الدراسية المختلفة، داخل المؤسسات التعليمية، والمناهج الدراسية باختلافها تساهم في تنمية هذا التفکير والقدرة علي حل المشکلات لدى المتعلمين وتسهم فى زيادة قدراتهم فى مختلف أنواع التفکير ،إذا توافر لتدريسها الإمکانيات اللازمة، ويعتبر المعلم هو حجر الزاوية فى عملية تطوير التعليم وتقويمه، وهذا يتطلب مناخاً مشجعاً للتفکير، ومنهجية تربوية تتخذ من تنمية مهاراته هدفاً لها. حيث لا تقتصر العملية التعليمية على نقل المعرفة العلمية إلى المتعلم، بل تتعدي ذلک بکثير، فهي تعني بنمو الطالب عقلياً ووجدانياً ومهارياً، وإعداده ليکون عضواً منتجاً وفاعلاً فى مجتمعه، قادراً على التعامل مع مستجدات الحياة اليومية، الأمر الذي يحتم على معدي المناهج الدراسية إعدادها بشکل يساعد علي تحقيق هذه الغاية، کما ينبغي على المعلمين اختيار طرائق التدريس المناسبة التي تساهم في إکساب الطلبة المهارات اللازمة للبحث عن المعرفة ومحاکمتها علمياً. وفي ضوء الاهتمام ببناء الإنسان في ظل التدفق المعرفي والثورة المعرفية والتحديات الکبيرة فقد ألقيت علي عاتق العملية التعليمية مسئولية کبيرة تقضي بضرورة التحول من ثقافة الذاکرة إلي ثقافة التفکير، وذلک أيضاً إستناداً إلي مبدأ أنه لا بقاء إلا لمن يجيد التفکير ويتقنه أما النقلة الذين إکتفوا بما ينتجه الآخرون فقد أصبح لا وجود لهم، ومن هذا المنطلق يتضح ضرورة البحث عن البرامج والإستراتيجيات التدريسية التي ينبغي أن تساعد الطلاب علي ربط خبراتهم ومعارفهم السابقة بالخبرات والمعارف الجديدة من أجل تنمية مهارات التفکير التخيلي لديهم، وقدرتهم علي الادراک البصري المکاني بعيداً عن الطرق السائدة في المدارس الحالية والتي تعتمد علي الحفظ والتلقين ولا تخاطب القدرات العقلية للطلاب. وفي ضوء الاهتمام بالبرامج والإستراتيجيات التدريسية التي ترکز علي خبرات الطلاب السابقة کأساس لتقديم وبناء الخبرات الجديدة من أجل تنمية مهارات التفکير التخيلي والإدراک البصري المکاني، سوف يستخدم البحث الحالي نظرية أساسها الخلفية المعرفية للمتعلم وهي نظرية المخططات العقلية Schemata Theory  والتي هي في الأصل نظرية عن المعرفة وکيفية تنظيمها وتمثلها