يعد الاهتمام بالعنصر البشري ومشکلاته من أهم القضايا التي تستوجب الدراسة، ولعل قدرة الفرد على التحليل المنطقي الواقعي تفتح لديه آفاقاً جديدة نحو مفاهيم حقيقية قد تکون مختلطة عليه لفترات زمنية بعيدة (طه عبد العظيم، 2007: 84).
ومن هذه المفاهيم التي تتکون لدى الناس على فترات زمنية طويلة مفهوم الاتجاه Attitude والذي يعد التعصب Prejudice منها بکونه اتجاهاً نفسياً إزاء موضوعات معينة قد تکون فکرية أو عقائدية أو شخصية، يتسم بالعداء والرفض والکراهية إذا ما خالفت ما يفکرأو يعتقد ويسلک (إبراهيم عيد، 2002: 105).
وفي الاتجاهات التعصبية يشير ردريقيوس (Rodriguez, et al., 2009: 1040) أنها مکون ذو شقين احدهما ضمين يدور حول الثقة والرضا والعطف مع الجماعة التي ينتمي إليها والآخر ظاهر يتضمن الکره والشک والعداء ضد الآخرين ويتفق في ذلک کل من (Pettigrew, 1992; Stephen, et al., 1998; Ekehammer, et al., 2003)،
بينما يحصرها کارديناس (Cardenas, 2010 : 120) في خمسة مؤشرات تتکون من التهديد والرفض ورؤية الآخر بأنه غير أليف وإنکار العواطف والمشاعر تجاهه کبعد صريح، والدفاع عن التقاليد والقيم وعدم احترام ثقافة الآخرين کبعد ضمني والتي تعد السبب الرئيسي في التعصب، ولقد تعددت الآثار السلبية للتعصب وفي تعددها هذا کان للمجتمع المصري والعربي خصوصية في ذلک حيث يعد التعصب القبلي بمثابة أداة تدمير للبشر تبدأ مظاهره بتفسخ العلاقات الاجتماعية وينتهي بالقتل والثأر Retaliation والذي يظل عقود طويلة يأکل في هؤلاء البشر حتى تبدو الحياة وکأنها جحيم لا يحتمل (حسني عوض، محمد عبد العزيز، 2010 : 3).
مفهوم الظاهرة المقاسة: