تزداد حياة البشر تعقدا يوما بعد يوم , ونجاح الفرد في عصر المعلومات رهن بقدرته على مواجهة تعقد الحياة من حوله ؛ لذا لا بد أن تشهد مادة الأحياء تطويرا مستمرا نحو الأفضل لمواکبة خصائص العصر العلمي والتقني وتحدياته المستقبلية ( عايش زيتون , 2013 ,6-7 ), وحيث أن التربية تواجه ما يعتريها من مشکلات تنظيمية وتربوية من خلال ما توصل إليه العلم الحديث ؛ بهدف إعداد مواطن قادر على التکيف مع تطورات العصر , والتعامل مع مشکلاته وإنجازاته ؛ فإنه ينبغي عليها أن تهتم بتزويد الدارسين بالقدر المناسب من المعارف والمهارات الضرورية , واکسابهم أساليب التفکير المناسبة (Gullamhussesin, 2013,65).
وتشير فادية يوسف (2018 , 220) إلى أن النظام التعليمي أو السياسة التعليمية اهتمت بموضوع التفکير , حيث أکدت توصيات المؤتمر القومي لتطوير التعليم العام على تنمية قدرة الطلاب على حل المشکلات والابتکار والنقد وعلى ممارسة المستويات العليا من التفکير .
والتفکير الناقد شکل من أرقى وأعقد أشکال التفکير , ويستخدم من قبل الکثيرون للدلالة على معان کثيرة مثل : الکشف عن العيوب والأخطاء والشک في کل شئ والفحص الناقد البناء بطرق علمية سليمة , وبالنظر إلى الدراسات التي تتعلق بالتفکير الناقد مثل : دراسة ( هاني الآغا, 2012), دراسة ( مصطفى عبد الرؤوف, 2013 ), نلاحظ الإجماع على ضرورة تعليم مهارات التفکير الناقد وتنميتها لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة ؛ فقد أصبح تعليم مهارات التفکير الناقد ضرورة وليس خيارا , حيث أنه يساعد في صنع القرار من خلال الأدلة والشواهد التي تدعمه ( محمد السلامات , 2010 , 50, 51).
ويعد مستوى الطموح من الأبعاد الأساسية في ترکيب الشخصية وسمة من سماتها , , ولعل الکثير من إنجازات الفرد وتقدم الأمم يعود إلى القدر المناسب من مستوى الطموح , فضلا عن توفير العوامل الأخرى التي تساعد على هذا والتقدم (کاميليا عبد الفتاح , 2007 ,3).
وأوضحت العديد من الدراسات أهمية تنمية الطموح الأکاديمي لدى المتعلمين ومنها : دراسة (منال علي ,2014), (سعاد أحمد ,2015),(مها فتح لله ,2016), التي دعت إلى ضرورة تنمية الطموح الأکاديمي لدى المتعلمين , حيث أنه يعمل على تنمية قدراتهم على التحدي وضبط الذات ,وإدارة الوقت والأزمات , ويبني لديهم الإيجابية في صناعة مستقبلهم.
وأسفر الاهتمام البالغ بالمتعلم عن ظهور نمط جديد من التعلم , يعتمد على ما يبذله المتعلم من جهود ذاتية في عملية تعلمه , وتدريبه على تحمل قدر کبير من المسؤولية عن کل ما يتصل بتعلمه ,وهذا النمط يسمى التعلم المنظم ذاتيا ؛ فهو عملية مخططة وتقييمية وتکييفية , مکونة من عمليات واستراتيجيات يقوم الطلاب بتطبيقها وتنظيمها بطريقة مخططة مما يساعدهم على التعامل بفاعلية أکثر مع المهام المدرسية , ويتيح هذا النوع من التعلم للمتعلمين فرصة أکبر في توجيه تعلمهم نحو الأهداف المراد تحقيقها , ويساعدهم على أن يکونوا أکثر نشاطا وفاعلية ( فهد الردادي , 2019 , 15 ) .
تحديد مشکلة البحث: