يشهد العالم المعاصر تغيرات وتطورات معرفية وعلمية ، وتکنولوجية ، وتحديات معلوماتية کبيرة في کافة مجالات الحياة، ويعد التعليم هو السبيل الرئيسي لمواجهة هذه التحديات ، ومواکبة هذا التقدم العلمي المتسارع، لذا أصبح من الضروري أن تهتم أنظمتنا التعليمية بتغيير فلسفة التعليم  لديها بحيث تتحول من تعليم تقليدي يقوم على الحفظ والاستظهار ويکون فيه المعلم هو الملقن، والتلميذ متلق وسلبي وغير مشارک إلى تعليم يعتمد على تطبيق المهارات والتفکير الناقد وحل المشکلات ويکون فيه المعلم ميسر ومدرب ومحفز، والتلميذ نشط ومشارک في بيئة تعلم تفاعلية ومشجعة. وحيث أن المعلم هو الرکن الأساسي في العملية التعليمية ، وهو مفتاح الإصلاح التربوي المنشود فإن هذا يستلزم ويستدعي الاهتمام بالتنمية المهنية للمعلم بصفة دائمة بحيث يکون المعلم في مرحلة تدريب مستمر خلال حياته المهنيه حتى يمکنه ملاحقة کل جديد في مجال عمله ومن ثم الارتقاء بمستوى أدائه. ويعد التعلم النشط من الاتجاهات المعاصرة في مجال طرق التدريس ،وقد بدأ اهتمام التربويين به في الستينيات من القرن الماضى بفضل جهود بعض العلماء مثل ديوى Dewy  وکلباتريک Kilpatrick ، وذلک لتفعيل دور المتعلم في العملية التعليمية ، وقد برزت أهمية التعلم التعاونى کاستراتيجية تعليمية في قدرته على زيادة فاعلية التعلم ، ودفعه بالمتعلم للقيام بدور إيجابى نشط ، والتفاعل مع المواقف المختلفة لتحصيل الحقائق ، واکتساب المهارات الحياتية ، إذ يقسم فيه المتعلمين إلى مجموعات غير متجانسة .