يزخر ميدان التربية الخاصة بالعديد من الفئات المختلفة من التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة إلا أن هناک فئة من التلاميذ يمثلون مشکلة أمام المعلمين، والعاملين في حقل التربية، وأولياء الأمور انفسهم، وذلک لان هذه الفئة من التلاميذ لا تنجز بالصورة المتوقعة منها في المهارات الأکاديمية المدرسية رغم انهم يظهرون نشاطا ملحوظا في بعض الأنشطة المدرسية وغير المدرسية؛ بل واحيانا يکونون من الطلبة الموهوبين بناء علي نتائج اختبارات الذکاء المقننة، ولا تصبح هذه المشکلة لدي هؤلاء التلاميذ ملموسة حتي تظهر کصعوبات نوعية عندما يفشل الطفل في أداء المهارات المرتبطة بالنجاح في مادة دراسية بعينها حيث تتضح عندما يطلب منهم القراءة، أو الکتابة أو إجراء العمليات الحسابية؛ أو تظهر کصعوبة عامة عندما يفشل في أداء المهارات المرتبطة بالنجاح في اکثر من مادة دراسية، ومن هنا برز مصطلح صعوبات التعلم ليصف حالة هذه الفئة من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، وبذلک اصبح مجال صعوبات التعلم احد المجالات المستقلة ضمن ميدان التربية الخاصة والتي أولاها العلماء، والمتخصصون في علم النفس الکثير من الاهتمام والرعاية. (عبد المطلب القريطي، 2005). ويعد مجال صعوبات التعلم من المجالات المهمة في ميدان التربية الخاصة، وقد بدأ الاهتمام بهذا الميدان في النصف الثاني من القرن الماضي أي في بداية الستينات علي وجه التحديد (سليمان يوسف، 2010).
هذا وتعد فئة صعوبات التعلم إحدى فئات التربية لخاصة، بل أنها تعد من أکثر تلک الفئات عددا، وهي کإعاقة تستمر مدي الحياة، وقد يصاحبها بعض المشکلات الأخرى في الإدراک الاجتماعي، والتفاعل الاجتماعي، والتنظيم الذاتي وهي المشکلات التي تمثل في حد ذاتها أي صعوبة من صعوبات التعلم. ومع ذلک فإن وجودها يعتبر أمرا خطيرا قد يؤدي إلى تفاقم ما يتعرض الطفل له من مشکلات، وما يعانيه من أثار تترتب عليها (عادل عبد الله،2005).
وقد أشار براين (Bryan,1997,76) أن نسبة (34-59 %) من التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم لا يتمکنون من تکوين علاقات اجتماعية سليمة، ويعانون من رفض زملائهم لهم.
ويرى عبد الحميد حسن (2009، 76) أن صعوبات التعلم التي تبدأ في ضعف جانب أکاديمي أو أکثر يمکن أن تؤدي إلي مشکلات متعددة في الجوانب الشخصية أو الاجتماعية، مثل ضعف المهارات الاجتماعية، وتدني مفهوم الذات، واضطرب السلوک، والوحدة، والشعور بالانعزال.
کما أن صعوبات تعلم القراءة تعد أکثر صعوبات التعلم شيوعا في مجتمع الأطفال في عمر المدرسة، وتُعد من أخطر صعوبات التعلم وأشدها تعقيداً باعتبارها إحدى الوسائل المهمة في الحصول على المعرفة من مصادرها، والوسيلة الأساسية لکل المدخلات الأکاديمية وان أي فشل مدرسي يرتبط دائما بالفشل في القراءة (فتحي الزيات، 2002).
ويرى فتحي الزيات (2008) أن صعوبات تعلم القراءة تؤثر تأثيرا نفسيا سلبيا بالغا على الشخص، وذلک نتيجة لتداخل انطباعات ومشاعر متضاربة أو متناقضة، فالفرد ذو صعوبات تعلم القراءة يدرک انه من ذوي الذکاء العادي، وربما الذکاء المرتفع، ولکنه في الوقت نفسه يبدو غير قادر علي اجتياز الاختبارات التحصيلية أو الأکاديمية والنجاح فيها.
کما أشار سميث وبندر Smith& Bender (1990) أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وعلى الأخص الأطفال ذوي صعوبات التعلم في القراءة، يظهرون مشکلات سلوکية، ونقصا في المهارات الاجتماعية، وغالبا ما يعانون من رفض أقرانهم العاديين.
لذلک سعت الدراسة الحالية إلي تناول بعض المهارات الاجتماعية وتنميتها لدي الأطفال ذوي صعوبات تعلم القراءة.