طرأت علي العملية التعليمية في هذا العصر العديد من التطورات والمستحدثات التکنولوجية المختلفة، وذلک من أجل العمل علي توفير بيئة تعليمية تناسب احتياجات الطلاب وتراعي قدراتهم وميولهم، وتعد البيئات التکيفية من أهم البيئات التي تقوم علي مراعاة تلک الاحتياجات لدي الطلاب وتعمل علي مناسبة خصائصهم المختلفة، کما انها تحتوي علي العديد من المميزات التي تزيد من دافعية الطلاب نحو التعلم وترفع من درجة استفادتهم من البيئة التي يتعلمون داخلها.         مما جعل البيئات التکيفية تأخذ اهتماما کبيراً لدي العديد من الباحثين في الآونة الأخيرة، حيث تم الاعتماد عليها داخل العملية التعليمية في المراحل المختلفة نظراً لأن کل طالب داخلها يحدد النمط الذي يناسبه واسلوب التعلم الذي يرغب فيه قبل البدء في عملية التعلم من خلالها، وبالتالي يشعر الطلاب داخلها بدرجة عالية من الراحة والتي تنتج من تلبية کافة احتياجاتهم ومناسبتها لکافة قدراتهم وميولهم (محمد عطية خميس، 2015)^*.         ويشير "ميلس" (Mills (2010, 314 إلي أن البيئة التکيفية تعتبر في حد ذاتها بيئة تعليمية ذکية متکاملة الأرکان تلبى احتياجات المتعلمين وفق قدراتهم وميولهم، بحيث يکون لکل متعلم داخلها دوراً إيجابياً خاصاً به، ويتم ذلک عن طريق قدرتها على مراقبة أنشطة المتعلمين داخل البيئة, وتفسيرها على أساس نماذج المجال الخاصة بها, ثم إرجاع متطلباتهم وما يفضلونه للأنشطة التي سوف يتم تطبيقها, ومن ثم تحويلها إلى نماذج للمتعلمين محفوظة للتصرف بناء على المعرفة المتوفرة بها؛ وذلک لتسهيل عملية التعلم من خلالها، کما أنها تعمل على توفير الکثير من الخيارات للمهام والاستراتيجيات والأنشطة التعليمية المختلفة المطلوب من المتعلمين أداؤها.