لقد تأثرت جميع جوانب الحياة المعاصرة بالتطورات العلمية والتقنية وماتبعها من تقدم معلوماتي واتصالي کبير , فأصبح لابد من تعامل الإنسان مع کل هذه المتغيرات والتکيف معها , بل والاستفادة منها وتوظيفها في خدمته , ولم يکن التعليم بمنأى عن تأثيرات عصر المعلومات , حيث تأثرت العملية التعليمية في مضمونها ووسائلها وجميع عناصرها ؛ لذا اهتمت دول العالم بتطوير مناهجها لمواکبة هذه التطورات وإعداد الأفراد القادرين على مجاراة التقدم العلمي ومعايشته , وبناء جيل إيجابي قادر على حل مشکلاته , ومشکلات مجتمعة , والإسهام الفعال في البناء والرقي.
ويأتي اهتمام وزارة التعليم بالمملکة العربية السعودية في تطوير مناهجها بانطلاق مشروع تطوير المناهج بشکل عام ومناهج الرياضيات بشکل خاص مستفيدة من الخبرات العالمية الرائدة في هذا المجال ؛ وإدراکها منها للدور الحضاري الذي تقوم به الرياضيات في مجالات المعرفة , وتحقيق النجاح في سباق التنافس العالمي .
وتُعد مادة الرياضيات من أبرز العلوم التي تسهم بفعالية في تنمية التفکير بأنواعه المختلفة والقدرة على حل المشکلات , ومعالجة المعلومات وتوظيفها في مجالات الحياة المختلفة : مما يُمکّن الطلاب من القدرة على الانتقاء والتجديد والابتکار , واتخاذ القرار , وتنمية قدراتهم على ممارسة مهارات التفکير المختلفة وتطبيقها في مواجهة المشکلات الحياتية , کما تنمي قدراتهم على البحث عن المعرفة من مصادرها المختلفة ؛ وبالتالي التکيف مع التغيرات العلمية والتقنية فقد أشار بدوي (2007 ) إلى أن المجتمعات التي تعتمد على المعلومات والتقنية تتطلب أفراداً قادرين على التفکير حول القضايا المعقدة بشکل ناقد وحل مختلف المشکلات , والتکيف مع المواقف الجديدة وتحليلها , وتعد دراسة الرياضيات أداة لتجهيز الطلاب بالمعرفة والمهارات وعادات العقل الضرورية ؛ للمشارکة الناجحة والفعالة في مثل هذه المجتمعات فهي الطريق لفهم العالم.
ويعد الإحصاء والاحتمالات أحد أبرز المحاور الرئيسية والمهمة في مناهج الرياضيات ؛ لما له من دور کبير في کل مظاهر الحياة الإنسانية ومناشطها المختلفة ,ورأى عبيد (1998) أن الإحصاء والاحتمالات أدوات أساسية في الأنشطة العصرية والمستقبلية , وأنّها تُمثل توجهاً من التوجيهات نحو تعليم وتعلم أفضل للرياضيات