يعد المرشد السياحي هو عصب العملية السياحية بكافة جوانبها، وهو أيضاً عنصرها الفعال، وجسراً من جسور نقل الثقافات وتواصل الحضارات، ويعتمد القطاع السياحي على المرشد السياحي في تنشيط السياحة، نظراً لاتصاله الدائم والمباشر بالسائحين، وبما يمتلكه من أدوات ووسائل الاتصال والمعرفة بمختلف أنماط السياحة، وعلى رأسها السياحة الدينية التي تتميز بمكانة مهمة في نفوس المجتمعات؛ وتعتبر أهم مقومات الجذب السياحي في العراق عامة وبغداد خاصة، نظراً للثراء الكبير والتنوع الفريد بين المقاصد السياحية الدينية التابعة لمختلف الديانات السماوية، وفي مقدمتها الدين الإسلامي، ثم المسيحي، ثم بقية الأديان والمعتقدات، حيث تشكل المقومات الدينية 60% من إجمالي المقومات السياحية في بغداد، التي تضم 14% من مقومات السياحة الدينية في العراق، حيث تجتمع في بغداد جميع فنون العمارة الإسلامية، التي تجمع بين فنون الزخرفة والخط والهندسة المعمارية، كما تضم العديد من العتبات الدينية والمشاهد والمقامات، ومراقد الأولياء والصالحين، وتتمثل مشكلة الدراسة في الإجابة على الأسئلة التالية: ما مفهوم المرشد السياحي وتطور مهنة الإرشاد السياحي؟ وما أنواع المرشد السياحي ومهاراته؟ وما أهم مقومات السياحة الدينية في بغداد التي يجب على المرشد السياحي الإلمام بها؟ وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم توزيع استبيان على عينة عشوائية من السائحين في مواقع السياحة الدينية بمدينة بغداد بلغ عددها (300) فرداً، وتوصلت الدراسة إلى وجود تأثير ذو دلالة إحصائية للمهارات اللفظية والجسدية والسمعية للمرشد السياحي على تنشيط السياحة الدينية في بغداد، وقدمت الدراسة بعض التوصيات التي من شأنها أن تعزز دور المرشد السياحي في تنشيط السياحة الدينية في بغداد، ومنها تفعيل دور الهيئات الدينية غير الرسمية في إعداد المرشدين السياحيين المتخصصين في السياحة الدينية، وقيام وزارة السياحة بتدريب المرشدين السياحيين على مهارات التواصل مع السائحين ذوي الدوافع الدينية، وإعداد برامج ترميم وحفظ وصيانة المواقع السياحية الدينية، والتسويق السياحي لها في مختلف الأسواق السياحية الداخلية والخارجية.