إن ظاهرة الاحتراق الوظيفي کحالة يمر بها الفرد نتيجة للضغوط الشديدة والمستمرة في ميدان العمل، هي ظاهرة ضاربة بجذورها في التاريخ، فالإنسان منذ وجوده على سطح الأرض وهو معرض لضغوط متزايدة تؤثر عليه بطريقة مجهدة وسلبية. ويستمد البحث أهميته من کونه يبرز أهمية موضوع الاحتراق الوظيفي، وذلک لما له من آثار عديدة على المطارات، وکذلک معرفة أثر مصادر ومسببات الاحتراق الوظيفي لدى العاملين في المطارات، والتي تؤثر بشکل لافت على سلوک العاملين وأدائهم. ويهدف إلى التعرف على أعراض وأبعاد الاحتراق الوظيفي والطرق والأساليب المناسبة لمواجهة هذه الظاهرة، وکذلک معرفة العلاقة بين أبعاد الاحتراق الوظيفي لدى العاملين في المطارات وبين مستوى الخدمات المقدمة للسائحين. وتم الاعتماد على المنهج الوصفي من خلال استعراض الدراسات النظرية المتعلقة بموضوع الدراسة، وکذلک إجراء الدراسة الميدانية من خلال إسلوب الاستقصاء، حيث تم جمع عدد 169 استمارة استقصاء من العاملين بميناء القاهرة الجوي. وتوصل البحث إلى وجود علاقة ارتباط عکسية (سالبة) دالة احصائياً بين أبعاد الاحتراق الوظيفي لدى العاملين في المطارات وبين مستوى الخدمات المقدمة للسائحين، وأن الاحتراق الوظيفي هو حالة نفسية إدارية تصيب العاملين في المطارات، وتؤدي بالفرد العامل إلى الإنهاک العاطفي وتبلد المشاعر والشعور بتدني الإنجاز الشخصي. ويوصي البحث بضرورة تخفيف العبء الملقى على عاتق العاملين في المطارات، وذلک لأنه کلما قل العبء الملقى على عاتق الفرد العامل في المطار کلما قل الاحتراق الوظيفي لديه، وهذا کله في النهاية سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الخدمات المقدمة للسائحين في المطارات.