تسعى الدراسة الحالية إلى رصد الدور الذي يمکن أن تؤديه متابعة مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في التاثير على المتابعين لهم ، حيث قد يؤثر هذا الشخص أحياناً عبر أرائه أو أفکاره أو سلوکه في المتابعين الذين ساهموا بدور کبير في شهرة الشخص المؤثر. ويشمل التأثير مکونات مختلفة من الاعتقادات والمواقف والأراء والسلوک ، وهو ما يحاول البحث الحالي الترکيز عليه حيث تنطلق الدراسة من تساؤل رئيسي حول طبيعة تأثير هؤلاء المؤثرين (SMI) على المتابعين لهم وکيف يمکن التأثير في أرائهم وسلوکياتهم تجاه الحياة الاجتماعية اليومية.
وتسعى الدراسة إلى تطبيق فروض نظرية المعرفة الإجتماعية (Social Cognitive Theory) التي تنطوي في مغزاها على أن وسائل الإعلام يمکن أن تؤثر على سلوکيات الأشخاص، کما يمکن أن تقدم لهم المعرفة الاجتماعية التي يتبنوها من خلال التعلم بالملاحظة Observational Learning، وهذا الإدراک الاجتماعي يحفظ  في المخزون السلوکي لدى الفرد ليتم استخدامه إذا وضع الشخص في مواقف أو ظروف مماثلة لما يشاهده.
النتائج العامة للدارسة:
1-  أوضحت نتائج الدراسة عدداً من العوامل التي تجعل مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي ناجحين ويهتم بالتالي المتابعون بمتابعتهم باستمرار وهذه العوامل تتمثل في المحتوى الهادف المؤثر الذي يقدمه هؤلاء المؤثرين والثقة التي يتمتع بها هذا الشخص المؤثر خلال تعامله مع المتابعين.
2-  تعتبر مجالات (الموضة والجمال)، (القراءة والثقافة العامة)، (طرق صنع الأشياء DIY) من أهم المجالات التي يهتم المتابعون بمتابعة المؤثرين من خلالها.
3-  يتمتع مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي بعدد ممن المميزات التي تتمثل في إتاحة التعليق المتبادل بينهم وبين المتابعين وبين المتابعين بعضهم البعض، إلى جانب المعلومات الهادفة والمتجددة التي يقدمها المؤثر لمتابعينه بشکل مستمر.
4- فيما ظهر أن من أهم سلبيات المؤثرين أنهم قد يستغلون عدد المتابعين لديهم ليحققوا منافع شخصية وليحققوا مکاسب شخصية من وراء هذه الحسابات الاجتماعية المختلفة.
5- أوضحت نتائج الدراسة بعض اقتراحات أفراد العينة لتطبيق بعض الضوابط لضبط عمل هؤلاء المؤثرين مثل مراقبة المحتوى الإعلاني الذي يقدمه هذا المؤثر، مع ضرورة وضع لوائح تنظيمية ضمن قانون تنظيم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليتم تنظيم استخدام المؤثرين لهذه المواقع کع فرض نسبة معينة من الضرائب على المؤثرين الذين يتکسبون من الإعلانات.