تستقى هذه الدراسة أهميتها من تزايد الاهتمام بقضية أخلاقيات الصحافة الرقمية فى ظل تعدد التحديات والتجاوزات الاخلاقية والمهنية التى تواجهها وهو ماکشفت عنه نتائج بعض الدراسات السابقة سواء العربية او الاجنبية مثل انتهاک الخصوصية، فبرکة المعلومات، اللجوء الى الزيارات الوهمية لجلب مزيد من الاعلانات ونشرصور وفيديوهات ومعلومات دون التأکد من صحتها لضمان القدرة على المنافسة خاصة فى ظل انتشار ظاهرة صحافة المواطن والشبکات الاجتماعية.
فضلاً عن أن قانون رقم 180 لعام 2018 والمنوط به وضع ضوابط للنشر الرقمى لم يحظ بالقدر الکافى من الدراسة فى حدود علم الباحثة.  کما أن المزج بين الاسلوب الکمى والکيفى فى جمع البيانات يساهم فى إثراء النتائج خاصةً فى ظل قلة الدراسات العربية التى جمعت بين أسلوبى التحليل الکمى والکيفى واقتصار أغلبها على مقابلة القائمين بالاتصال والقيادات فى المؤسسات الصحفية فقط.

وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج تشير إلى مجموعة من الاستخلاصات فى ضوء الإطار النظرى الموجه للدراسة وتتمثل فى:
1- التزام غالبية القائمين بالاتصال فى المواقع الاليکترونية محل الدراسة والتابعة لمؤسستي الأهرام والبوابة نيوز بالأخلاق المهنية العامة للعمل الصحفى وتطبيقها فى التعامل مع خصوصية النشر الصحفى الاليکترونى.
2- الاهتمام بتنمية ما يسمى بالضمير المهنى لدى الصحفى وترتبط هذه النقطة بتوفير بيئة عمل مناسبة للقائم بالاتصال تضمن حصوله على حقوقه ومن ثم التزامه بأداء واجباته.
3- العمل على زيادة هامش الحرية الممنوح لوسائل الإعلام بصفة عامة ومن بينها الصحف سواء الورقية أو الاليکترونية وتفعيل استراتيجية التنظيم الذاتى للصحافة والاعلام.
4- اهمية استحداث تشريعات ومواثيق شرف خاصة بطبيعة الوسيلة الجديدة وأخلاقياتها يشترک فى صياغتها خبراء فى المجال الاعلامى والتقنى مع ضرورة توفيق أوضاع المحررين الاليکترونين بما يضمن لهم الحصول على حقوقهم وأداء واجباتهم .
5- أهمية التخطيط فى المواقع محل الدراسة للتعامل مع آليات الذکاء الاصطناعى وکيفية مواجهة التحديات التى يفرضها فى مجال الإعلام والتى تؤثر بدورها فى الأخلاقيات المهنية للعمل الصحفى وخاصةً الرقمى.