للإعلام الجديد، من مواقع صحف إلکترونية إلى مواقع تواصل اجتماعي، دور کبير في الترويج لمشروعات التنمية. وترکز الدراسة الحالية على الخدمة الصحفية الإلکترونية المقدمة للريف المصري ومساهمتها في تنميته باعتباره القطاع الأکثر سکاناً وأرضاً مأهولة، وتندرج هذه الخدمة المسماة: "الصحافة الريفية" في تصنيف الصحافة المتخصصة. تتمثل مشکلة الدراسة في أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري شهدت وتشهد تطورات متلاحقة عالمياً وإقليمياً ومحلياً مع التقدم المذهل في تقنيات المعلومات والاتصالات الإلکترونية أو الرقمية، وکان من المتوقع أن يواکب ذلک الوضع الإيجابي توظيف إعلامي للأدوات المستحدثة في معالجة قضايا المجتمعات المحلية بکفاءة يکون من شأنها إيجاد حلول لتلک القضايا أو الحد من تفاقمها، إلا إن الواقع الحالي يخالف ما کان متوقعاً وبصفة خاصة في المجتمعات المحلية الريفية في الدول النامية ومنها مصر، فالملاحظ أن هناک شبه غياب لدور إعلامي تنموي يساعد في التصدي للقضايا والمشکلات التى يعاني منها الريف المصرى، علما بأنه خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين وجد عدد من الصحف المتخصصة في الشأن الزراعي والريفي المصري، وکذلک برامج إذاعية وتليفزيونية، أدت نشاطاً تنموياً ملحوظا. وتهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على مدى توافر مواقع صحفية رقمية متخصصة تناسب الريف المصري، وإلى التحقق من انطباق مواصفات الصحيفة الرقمية على المواقع القائمة المتخصصة في مجال الريف، والوقوف على مدى إسهامها فى قضايا المجتمع الريفي المحلي، واستشراف مستقبل أفضل للصحافة الرقمية الريفية في مصر. واتبعت الدراسة منهجاُ تحليلياً يعنى بتحليل واقع الظواهر وتفسيرها بغرض الوصول إلى استنتاجات تفيد في تحديث الواقع وتطويره، من خلال عرض وتوصيف وتحليل حالة نماذج الصحف الرقمية الريفية المختارة في البحث.