تنتشر ظاهرة الأولياء الصالحين والأضرحة جغرافيا وتاريخيا لتعبر عن قداستها ووظيفتها الاجتماعية، ومنه فزيارة الأضرحة تندرج ضمن عادات إحياء الموروث الثقافي الخاص بالضريح ونسبه وبرکته وکرامته وشرفه وأثره بعد وفاته، وهذا ما يحدد نوع الطقوس والممارسات الاعتقادية التي يقوم بها الأفراد ويرتبطون بها روحيا، من أجل تتمة هذه الممارسات هناک ما يسمى بالأصول "بمعنى الطقوس" کإشعال الشموع ووضع الحناء والعطور وذبح الهدية والبکاء والنحيب عند القبر وغيرها، فالزائر "الزاير بلغة أهل المنطقة" يعتبر المکان طاهرا ويسمي حاجته لاعتقاده بتلبية دعواته عن طريق هذا الرجل الصالح الذي کان زاهدا وعالما ومتصلا روحيا بالخالق، وعند مغادرة المکان ينتظر الممارس "اْلجْوَابْ" أي الاستجابة لما طلبه، وعند عودته مستقبلا عليه أن يخلص الوعدة أو ما يسمى بـ: "الخْلاَصْ" وهو ما وعد بأدائه مقابل تلبية حاجته، وهذه الممارسات لا تقتصر على أهل المنطقة فحسب بل هذه الثقافة تعتبر من التراث اللامادي وفرصة للاستثمار السياحي من خلال الممارسة الطقوسية للسائح، التسويق للثقافة فترة السياحة، وکذا التسويق للمنتجات المرتبطة بالطقوس، بناء على ما تقدم سنحاول من خلال هذا المقال الإجابة على التساؤل المرکزي الآتي: ما هي فرص الاستثمار السياحي في طقوس الزيارة والوعدة لضريح سيدي نور برأس الحمراء بعنابة –الجزائر؟ ويندرج ضمنه تساؤلين فرعيين هما: -ما هي الدلالات السوسيو-ثقافية لطقوس الزيارة والوعدة برأس الحمراء بعنابة -الجزائر؟ -ما هي الوظائف البديلة "الاستثمار السياحي" في طقوس الزيارة والوعدة؟ يندرج المقال ضمن الدراسات الوصفية، وتم الاعتماد على المنهج الوصفي والأسلوب الکيفي من أجل عرض محتوى الدلالات السوسيو-ثقافية للممارسة الطقوسية، وتحليل فرص الاستثمار السياحي، وبعد المراجعة البيبليوغرافية تتجلى لنا أهمية الموضوع من حيث أن الزيارة تراث لامادي والممارسة السلوکية حماية لهذا التراث من الاندثار، وفرص الاستثمار السياحي في هذا التنوع الثقافي کبيرة، وعليه فهدف المقال توضيح الدلالات المرتبطة بالطقوس من جهة وتبيان علاقتها بالسياحة من جهة أخرى.