107374

استراتيجية مقترحة لتطوير الانتاجية العلمية البحثية لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات: دراسة تحليلية

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

أصول التربية

Abstract

تضع الثورة العلمية التي يعيشها العالم اليوم أمام الجامعات مشکلات جديدة تتصل بکيفية استخدام البحوث العلمية في الجامعات بصورة تکفل وفاءها بحاجات المجتمع بصورة أفضل وذلک بتفعيل العلاقة تخطيطاً وتنفيذاً بين الجامعة ومؤسسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وتعد الجامعات من أهم المصادر الأساسية لتطوير المجتمع من جميع جوانبه ، لما لها من دور مهم وفاعل في التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ، ومکاناً لالتقاء الأجيال ومناخاً ملائماً لبلورة الهوية القومية من خلال الحفاظ على القيم التاريخية ، ومکاناً للتواصل الثقافي والحضاري على المستوى العالمي، ومن هنا تنامت حاجات المجتمع إلى إنشاء مؤسسات التعليم الجامعي وتطويرها وتنويع التعليم فيها وربطه بخطط التنمية وحاجات المجتمع  (محمد حسن العمايرة وسهام محمد السرابي ، 2008 ، 297)
کما إن الجامعات هي طليعة التغيير نحو الافضل لان التعليم الجامعي يعد من أهم وسائل التطوير والتحديث في المجتمعات کافة ، لذا فان عليها ان تکون متکاملة مع المجتمع وواعية ومدرکة لاحتياجاته وتطلعاته . (ياسر محمد محجوب حمد ، 2013 ، 77)
ويکتسب البحث العلمي أهمية کبيرة في ظل الدور المتنامي الذى يسهم به العلم في سياق تشکيل مجالات الحياة المعاصرة واتجاهاتها ، فأصبحت التحولات المتسارعة والاکتشافات والابتکارات العلمية والثورات المعرفية والتقنية المتلاحقة والمتواترة في مقدمة قوى الدفع باتجاه إعادة النظر في بنية المجتمع البشرى المعاصر ، سعياً وراء حضارة بشرية متمايزة شکلاً ومضموناً عن الواقع الصعب الذى يعيشه بعض الافراد في کل دول العالم . ( نواف بن بجاد الجبرين المطيري ،1433هـ(
ونظرا لأهمية البحث العلمي في عالمنا المعاصر, لذا أصبح مرادفا للتقدم والتنمية, فلقد حظي موضوع الانتاجية العلمية لأعضاء هيئات التدريس علي اهتمام الکثير من الباحثين في شتي دول العالم, وذلک لأسباب عدة نذکر منها : الثورة العلمية والتقنية ؛ حيث دخل المجتمع اليوم عصر جديد وهو عصر الثورة العلمية والتکنولوجية , وهي ترتکز أساسا علي المعلومات وإبداعات العقل الانساني, ولکي يستطيع أي مجتمع أن يخوض غمار تلک الثورة, فيجب عليه الاهتمام أولا بالبحث العلمي. (حامد عمار ، 1993(
ولا يمکن أن تکون هناک مؤسسة للتعليم الجامعي بالمعنى الحقيقي إذا أهملت البحث العلمي أو لم تعره الاهتمام الذى يستحقه ، فالمطلوب أن يکون لدى أساتذة وطلاب التعليم الجامعي اتجاهات قوية نحو الاهتمام بالبحوث العلمية وتقدمها، وأن يحرص التعليم الجامعي على القيام برسالته في البحث العلمي وتدريب المشتغلين به ، بل وأن يعد ذلک جزءاً لا يتجزأ من أنشطته، ويستطيع  في هذا المجال أن يوفر المناخ العلمي للبحث وما يستلزمه من معدات وأجهزة ومراجع وغيرها من مصادر علمية ويوفر استخدام ذلک بالنسبة للأساتذة والطلاب على السواء ، وبهذا يعمل على التنمية الذاتية والتدريب لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين الذين نعدهم لمستقبل أفضل . (عبد الواحد حميد الکبيسي ، 2010، 10)
ولقد أصبح عضو هيئة التدريس الذي تحتاجه أجيال هذا العصر هو عضو         ذو امکانات ومؤهلات نوعية ومتطورة کي يتواءم مع التطورات المذهلة التي يشهدها العالم ، وأن يکون عنصراً فعالا في خدمة مجتمعه والرقي به في شتي المجالات                      الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .(حسين سالم مرجين و عادل محمد الشرکسي، 2013 م ، 181)
ويعد معلم الجامعة المحور الأساسي للعملية التعليمية ، کما أنه من أهم مصادر الثروة ودعائم القوة في الجامعة والمجتمع، ومن ثم يجب التعرف علي إنتاجيته وقياسها، فالإنتاجية العلمية والنشاط البحثي تعتبر بمثابة الطاقة الفاعلة التي يجب استثمارها والاهتمام بتوجيهها لخير الفرد وتطور الجامعة وتقدم المجتمع.
فلکل مهنة نظام يُستخدم في تقييم أعضائها ، ولقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الإنتاجية العلمية في مؤسسات التعليم الجامعي لها دور بالغ الأهمية في إحراز النجاح في الحياة العلمية لأنها ترتبط بالترقي وتقلد المناصب والرواتب والميزات الأخرى المرتبطة بالمهنة ، کما أظهرت الدراسات أن الإنتاجية العلمية تختلف کثيراً من مؤسسة لأخرى اعتماداً علي التوکيد الذي ينصب علي الجوانب الثلاثة الأساسية للتعليم العالي وهي: التدريس، البحث العلمي، خدمة المجتمع (Joe et al., 2002) .
 
 
کما إن أعضاء هيئة التدريس الناجحون في البحث العلمي غالباً ما ينالون إعجاب طلابهم لتفوقهم المعرفي ولعلمهم الغزير بمعظم القضايا في مجال تخصصهم، حيث ينظر إليهم الطلاب عادة علي أنهم معلمون ذوو کفاءة عالية، کما يمثلون إطاراً مرجعياً لأعضاء هيئة التدريس الجدد الذين يطورون برنامجهم البحثي (Levine, 1997) .
فالإنتاج العلمي الجيد يهيئ الفرص لأعضاء هيئة التدريس لاکتساب معلومات جديدة وتقاسم الأفکار الاجتماعية والثقافية مع الآخرين، وفي أثناء إجراء الدراسات العلمية قد تجد الهيئة التدريسية الفرصة متاحة للسفر خارج بيئاتهم للبحث عن المعلومات والحقائق ذات العلاقة وجمعها، کما يسهم البحث العلمي الجيد في التنمية الأصيلة والمستمرة، ذلک أن الغالبية العظمي من الاکتشافات العلمية قد تحققت من خلال إجراء البحوث في بيئة التعليم الجامعي (Akuegwu, et al., 2006).
هذا وترتبط الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس إيجابياً بالثقة بالنفس وفعالية الذات (Vasil,1992;1996)  وکفاءة التدريس والرضا عن العمل ، بينما ترتبط سلبياً بالشعور بالضغوط والإنهاک النفسي (Lee & Bozeman, 2005) وتتأثر الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بعدد کبير من العوامل منها : الخصائص الشخصية مثل الجنس والعمر والسمات النفسية والخلفية التعليمية والخصائص المرتبطة بالتمويل والسياق المؤسسي (Dundar & Lewis, 1998)
وجدير بالذکر أن عدد الإناث في التعليم الجامعي في تزايد مستمر سواء کطالبات أو عضوات هيئة تدريس، ورغم الزيادة الملحوظة في عدد عضوات هيئة التدريس بمؤسسات التعليم الجامعي لا يزال معظمهن غير ممثل في الرتب الجامعية الأعلى والوظائف ذات المکانة الاجتماعية المرموقة، ويعزي ذلک غالبا ًإلي الفروق في الإنتاجية العلمية (Blackburn & Lawrence, (Collins, 1998);
وفي هذا السياق، أشار بنتلي، أدمسون (Bentley & Adamson,2003) إلي أن قوة العمل في معظم جامعات العالم لا يزال يسيطر عليها الرجال، وأن الإنتاجية العلمية لعضوات هيئة التدريس متدنية إلي حد کبير، ففي جامعات الولايات المتحدة الأمريکية وکندا تبين أن نحو 20% من عضوات هيئة التدريس في مقابل 7% من أعضاء هيئة التدريس الذکور لم ينشروا بحثاً علمياً واحداً. کما أن تمثيل المرأة في الوظائف الجامعية الراقية لا يزال منخفضاَ وأن أقل من 20% منهن يشغلن وظيفة أستاذ.
فبينما أشارت دراسات بيلي، وساکس وآخرين ، وسميث وآخرين (Bailey,1992)  (Sax   et al., 1996); (Smith et al., 1995)  إلي تدني الإنتاجية العلمية لعضوات هيئة التدريس مقارنة بالذکور، ذکر بلاکبرن وآخرون (Blackburn et      al., 1991) أن العلاقة بين الجنس والإنتاجية العلمية تم بحثها في دراسات عديدة وأن بعض هذه الدراسات قد توصلت إلي فروق طفيفة بين الجنسين في الإنتاجية العلمية، بينما توصلت دراسات أخري إلي نتائج متعارضة.
وفيما يتعلق بتأثير متغير العمر علي الإنتاجية العلمية جاءت نتائج               الدراسات متعارضة، فقد لاحظ بلاند، برکوست (Bland & Berquist,1997) أن   متوسط إنتاجية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يتناقص مع العمر، بينما أشار جو وآخرون  (Joe et al., 2002) 
إلى أن الکثير من أعضاء هيئة التدريس الأکبر سناً لا يزالون يقومون بنشاطات بحثية مماثلة لنظرائهم الأصغر منهم سناً، وهذا يعني أنه لا يوجد دليل حاسم علي أن تزايد العمر يصاحبه نقص في الإنتاجية العلمية ، ولقد وجد أن الرتبة العلمية بالغة الأهمية في علاقتها بالإنتاجية العلمية والبحثية وأن الأساتذة أکثر إنتاجية من الأساتذة المشارکين، وتوصل بيلي (Bailey, 1992) وفاسل (Vasil,   1992) إلي أن الرتبة العلمية هي أفضل المؤشرات الدالة علي الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، کما وجد داندار ولويس  (Dundar &    Lewis, 1998)   أن الأقسام العلمية الجامعية التي يوجد بها أعضاء هيئة تدريس ذوي رتب علمية أعلي أکثر إنتاجية.
ولاحظ کيفک (Kyvik, 1990) فروقاَ في الإنتاجية العلمية بين الجنسين في مختلف التخصصات، ففي مجال العلوم الطبيعية قدر معدل النشر العلمي لعضوات هيئة التدريس بأنه أقل بنسبة 20% مقارنة بأعضاء هيئة التدريس من الذکور، بينما في مجال الطب والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية کانت الإناث أقل إنتاجية من الذکور بنسبة 30- 35 %. ، لذا فإن خبراء وجميع القائمين على العملية التعليمية يتطلعون إلي أداء بحثي وعلمي أفضل لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المختلفة ، ومن ثم فإن الوعي بمشکلة الإنتاجية المتدنية يجب أن يصاحبه فهم عملي للحاجات الضرورية التي تساعد علي تنمية الإنتاجية العلمية بشکل أفضل

DOI

10.21608/mfes.2015.107374

Authors

First Name

أحمد

Last Name

حسين عبد المعطي محمد

MiddleName

-

Affiliation

أستاذ أصول التربية المساعد بکلية التربية بجامعة أسيوط

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

31

Article Issue

3.2

Related Issue

16258

Issue Date

2015-04-01

Receive Date

2015-08-12

Publish Date

2015-04-01

Page Start

1

Page End

127

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_107374.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=107374

Order

1

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

استراتيجية مقترحة لتطوير الانتاجية العلمية البحثية لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات: دراسة تحليلية

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023