إن التعليم محور أساسي في بناء المجتمع وتطوره وتقدمه أو تراجعه ، فإذا کان التعليم جيداً تصبح الحياة جيدة، وإن کان التعليم سيئاً فالمجتمع مهدّد بالمخاطر ، والتخلف والانهيار.
تعد اللغة الوعاء الذي يحفظ ميراث الأمة وتاريخها الفکري والثقافي والفلسفي والديني، کما تعد عنصراً مهماً من العناصر التي تتحکم في سلوک الفرد، فهي جزء من کيانه لا يستطيع الاستغناء عنها وإن لم يدرک مکنونها وأهميتها وتعقيداتها(عايش،2003,ص2).
وتؤدي اللغة العربية الدور الکبير في حياة الشعوب العربية، فهي أداة التفکير والتعبير عن حاجات الإنسان وأحاسيسه وعواطفه منذ أقدم العصور حيث لا يستطيع الإنسان أن يفکر من دون اللغة، وهي أداة تواصل بين الأفراد، فعن طريق الکلام والاستماع يستطيع أفراد الجماعة التعرف إلى ما لديهم من أفکار ومعارف وآراء ومشاعر, وعن طريق القراءة والکتابة يستطيع الفرد أن يعبر عن أفکاره وعواطفه وانفعالاته، حيث تعد اللغة مرآة صادقة تعکس صورة واضحة لما عليه الأفراد في المجتمع من ثقافة ونظم وعادات وتقاليد واتجاهات، ومن خلالها يتذوق جمال التعبير، وهي أداة للتأثير والإقناع ووسيلة لتحصيل الثقافات والمعارف (الحارثي، 2008,ص 1).
وقد تعددت طرائق تدريس اللغة العربية، وتنوعت أساليبها بشکل ضمني وصريح، معتمدة هذه الطرق على وسائل تقليدية، ووسائل متطورة وحديثة، حيث لا يوجد طريقة مثلى للتدريس، ولا طريقة تدريس وحيدة، وتعتمد کفاءة الطريقة على مدى تحقيقها لأهداف التدريس، وفعاليتها ببقاء أثر ما تعلمه الطالب، وقدرته على استخدام ما تعلمه في المواقف الحياتية المستقبلية، ومن هذه الطرق الطريقة القياسية والطريقة الاستقرائية، والاستکشافية (فضل الله،2001,ص 18).
وتعد إستراتيجية التعليم المتمايز من الاستراتيجيات الحديثة في التدريس، حيث تهدف هذه الطريقة إلى رفع مستوى جميع الطلاب، والعمل على زيادة إمکاناتهم وقدراتهم الطلاب، وتأخذ في اعتباره خصائص الفرد وخبراته السابقة ,ويستخدم المعلم هذه الطريقة للتحقيق أهداف الدرس من خلال الاستجابة لمستوى الاختلافات بين قدرات واهتمامات المتعلمين (Hall, 2002,p 2).
وأشار (Theisen,&Co, 1995: 2) من أن التعليم المتمايز يعبر عن فلسفة التعليم والتعلم التي تنادي بفردية التعلم، وأن لکل متعلم حاجاته وقدراته المتباينة في الفصول الدراسية، وليس کل متعلم يقوم بما يقوم به متعلم آخر بنفس الطريقة ، والتمايز وسيلة فعالة للمعلمين لتقديم محتوى ذات مغزى والمصمم لتلبية احتياجات المتعلمين والوصول إلى المستويات الملائمة لمساعدتهم على تحقيق أقصى قدر من النمو الصحيح.
وقد تعددت المسميات للتعليم المتمايز، واختلف الباحثون لتحديد طبيعة التعليم المتمايز من حيث کونه طريقة تفکير في التعليم، أو نظرية تعليم، أو نظام تعليمي، أو طريقة تدريس، أو إستراتيجية تدريس، ويتفق الباحث مع من يقول أن التعليم المتمايز إستراتيجية تدريس، حيث تمثل إستراتيجية التدريس الخطة والإجراءات والمناورات، والطريقة والأساليب التي يتبعها المعلم للوصول إلى مخرجات محددة، وهي أعم وأشمل من طريقة التدريس حيث إن الإستراتيجية يتم انتقاؤها تبعاٌ لمتغيرات معينة ( شاهين، 2011,ص 22)
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لمعرفة واقع استخدام إستراتيجية التعليم المتمايز في تدريس مقرر ( لغتي الجميلة ) من وجهة نظر معلمي ومشرفي اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية.