تسعى مبادئ حقوق الانسان في المجال التربوي دائما الى کل ما يجعل الانسان في غايه الرقي والرفاهيه اينما کان وان اختلف جنسه،ولونه،وجنسيته،وتحقيق الاستفاده الکامله من کل ما يتاح له من خدمات تعليميه واجتماعيه اي کل ما يشعر الانسان بأنسانيته. وان کانت هذه حقوق الانسان السوي فأنها تکون اکثر طلبا والحاحا للانسان الذي امتلک قصورا او عاهة في جانب من جوانب النمو الجسمي او العقلي او النفسي .
ولقد ظهرت رعايه المعاقين وتربيتهم عبر التاريخ بأشکال مختلفة بحسب البيئه الدينيه والظروف الاجتماعيه والنظم السياسيه، وقد اکدت کل الاديان والشرائع السماويه على اغاثة الضعفاء ومد يد العون لهم وللمعاقين منهم وکان للاسلام دور واضح في رعايه المعاقين وتقديم المساعدة لهم ، لقول الله سبحانه ووتعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب) "(المائدة.اية)(وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتربيه فئه المعاقين ورعايتهم ، وعمل على دمجهم بين افراد المجتمع .فلم يرخص للاعمى او الاعرج بالصلاة في بيته ويعزله عن غيره من الاصحاء.وقد ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال: اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل اعمى فقال: يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني الى المسجد ، فسأل رسول الله صلى عليه وسلم ان يرخص له فيصلي في بيته فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال له "هل تسمع النداء بالصلاة " قال : نعم قال فأجب" " (مسلم ،2006)
يدل الحديث الشريف على العنايه والرعايه والاهتمام ،والمتابعه من قبل رسول الله )صلى الله عليه وسلم (لهذه الفئة .کما دعا المسلمين الى رعايتهم ومعاونتهم وتقبل المجتمع لهذه الفئة .
ولقد ازداد الاهتمام في العصر الحاضر بمشکله المعاقين ،بأعتبارهم مشکلة تربوية وصحية وتأهيلية ومهنية ،تحتاج الى مساعدة افراد هذه الفئة في الاندماج والمشارکة في بناء المجتمع ومن هنا جاء مفهوم التربيه الخاصة في القرن العشرين متأثرا بالعلوم المختلفة کعلم النفس والاجتماع والقانون والطب.
ان ذوي الاحتياجات الخاصة هم الافراد الذين يختلفون اختلافا واضحا عن الافراد العاديين في النواحي العقلية اوالجسدية او اللغوية وتشمل (الافراد المعاقين والافراد الموهوبين).
اذ ان المعاق يحتاج الى برامج تربوية متخصصة تختلف عن الافراد العاديين حيث ان الموهبة قدرة الهية عادية. لذا وجدت الخدمات والبرامج التربوية لتتضمن تعديلات سواء في المناهج أو وسائل التعليم أو الطرق استجابة للحاجات الخاصة للطلاب الذين لديهم فروق مع الطلاب العاديين ،وهذا ما يسمى بالتربية الخاصه ،اذ ظهر بينهم من المبدعين والعلماء الافا ضل من حصد الجوائز العديده (طه حسين ،هيلين کلير،ولويس برايل).
ان الفرد ذو الاحتياجات الخاصة هو الذي يحتاج طول حياته أو خلال فترة من حياته الى خدمات خاصة لکي ينمو أو يتدرب أو يتعلم حتى يتوافق مع الحياة اليومية أو الوظيفيه والمهنية ليکون مواطنا يشارک في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتتعددفئاتذويالاحتياجاتالخاصةومنهاالفئاتالتاليـة:
التفوق العقلي والموهبة ألابداعية .
ألاعاقة البصرية بمستوياتها.
ألاعاقة السمعية أو الکلامية أو اللغوية،
ألاعاقة البدنية وألامراض الصحية الخاصة )نبيه ، 2006 ، 12)
وسوف تتناول الباحثة في البحث الحالي، فئة الاعاقة البصرية والذين تتراوح حدة ابصارهم بين70/200،20/20 قدما أي ما يقرب 20/60،6/6 حسب مخطط سنيلين التقليدي الذي يتکون من احرف مختلفه الاحجام تعتمد هذه القياسات على طريقة علمية خاصه بناء على حقائق بصرية وفسيولوجية, هم الذين يعانون من صعوبة في البصر الا أنهم قادرون على التعلم سواء باستخدام معينات بصرية أو باستخدام طريقة برايل .وقد اشارت الاحصائيات الى أن هناک ما يزيد 285مليون مکفوف وضعيف بصر في العالم ،وتشير منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة انتشار العمى تختلف من دولة الى أخرى لأن حوالي80% من المعاقين بصريا يوجدون في دول العالم الثالث (منظمة الصحه العالمية ،2010)
وقد اشارت دراسة (سيد ،2007) الى ضرورة رعاية وتأهيل الکفيف لأعادة تأهيله ليصبح قوة بشرية مؤثرة في المجتمع وتنمية المهارات المختلفة لديه .
ودراسة (جمانة،ابراهيم، ،2003) عن الطلبة الجامعيين المکفوفيين حيث اکدت الدراسة على حاجاتهم والمشاکل التي تعترضهم وکانت نتيجة الدراسة التعرف على الجانب المهني والاجتماعي لديهم والعلاقة بين الاختصاص والعمل المنشود .
فالعناية بفئة المعاقين بصريا والاهتمام بالجانب التربوي والتعليمي ضرورة لابد منها لاعطائهم حقهم في اظهار قدراتهم وقابلياتهم المعرفية والذهنية والوجدانية أسوة بأقرانهم من العاديين وبالتالي کان لابد من العمل على تنمية المهارات والمعارف وکل ما يؤسس لهم حياة آمنة ومستقرة .من هنا ترى الباحثة ان اهمية تنمية المهارات الاجتماعية للمعاقين بصريا ضرورة حتمية لبناء الشخصية والتکيف النفسي والاجتماعي السوي للفرد وتفاعله المقبول مع الاخرين والذي يتمخض عنه النتائج الايجابية في المجتمع المحيط بالفرد .
وعرفها ( أحمد، 1999، 99) "بأنها کسب الاصدقاء والتأثيرفي الاخرين والتفاهم والتعاون معهم وحل المشکلات الاجتماعية ".