الطبيعة هي المعلم الأول الذي تتلمذ عليه الفلاسفة والفنانون الأولون ، عندما اتجهوا إلى تحديد المبادئ والقوانين ، التي يقوم عليها الجمال في العمل الفني ، فمنها عرفوا الإيقاع في الخطوط والتوافق في الألوان والتنوع في تکوين الأشکال ، حيث کان للإحساس الجمالي والتذوق الفطري لمحاسنها أثره الکبير في إدراک هذه الجوانب ، واکتمال العناصر الأخرى من التناسق والنظام ، التي قد توجد أحيانا ، وقد تختفي من بعض صور الطبيعة أحيانا أخرى ، وبذلک استطاعوا الوصول إلى المبادئ التي يخضع لها العمل الفني في الانجاز ، حتى يکون محققاً للأغراض الجمالية في صورها المثالية" [1].
الطبيعة غنية بالقيم والرموز والخيال والغموض والسحر وکان مصدر الهام الفنانين على مر العصور , فقد باتوا يغوصون في أغوارها يبحثون وينهلون من أسرارها منذ الإنسان البدائي في رسومه البسيطة حتى اليوم . فإختلف تناول الفنانون للطبيعة منهم من ترجمها ترجمة واقعية أو طبيعية , وتحليل الأضواء بالألوان ولکشف عن الجانب الخيالي واللاشعوري بها , وکشفوا في اعمالهم عن الإيقاعات والتوافقات والنظم والتفرد واستخرجوا من الطبيعة قوانين هندسية ونظريات رياضية , يقول جون ديوي 1985،" إن الفن ليس هو الطبيعة , وإنما هو الطبيعة معدلة بفعل إندماجها في علاقات جديدة تولد بمقتضاها إستجابة إنفعالية جديدة " [2].
ومن خلال فکره البحث تحاول الباحثة التأکيد على أن الطبيعة مصدر الهام للفنان بما تتميز به من قيماً تعبيرية وتشکيلية لتجربة نسجية جديدة من حيث المعالجة وأسلوب الأداء. ولتکون مصدراً مهماً لاستلهام الطبيعية في إعداد وبناء التصميمات النسجية من خلال تجربة طلابية للفرقة الأولى بکلية التربية النوعية جامعة أسيوط تطبقها الباحثة من خلال تاثير وتغيرات الفصول الأربعة وانعکاسها على ألوان الاشجار لتکون هي العنصر الأساسي في تصميمه النسجي