الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن الإسلام قد حث على عمارة الأرض والاستفادة من مواردها على نحوٍ أمثل يضمن بقاء تلك الموارد وعدم نضوبها. قال الله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}^([1])، وقال نبينا الكريم r: "إن قامت على أحدكم القيامةُ وفي يده فَسِيلة، فليغرسْها"^([2]).   ([1]) سورة هود، الآية (61). ([2]) المسند، للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: شعيب الأرناءوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1416هـ، 1995م، (20/251)، رقم (12902). وصحح إسناده الحافظ الضياء المقدسي في المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، دراسة وتحقيق: د.عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر، بيروت، ط3، 1420هـ، 2000م، (7/262)، وزين الدين المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، ط1، 1356ه، 1937م، (2/12)، والتيسير بشرح الجامع الصغير، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، ط3، 1408هـ، 1988م، (1/372).