إن ظاهرة الأحلاف العسکرية قديمة ترجع إلى أعماق التاريخ، ولکن تغيرت معالم النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وظهر نظام الاستقطاب الثنائي، حيث رآها البعض ردة فعل لفشل الأمم المتحدة في ابداء اي حلول لما يحدث في العالم، والبعض رآها من أثار الحرب الباردة* بين الشرق والغرب.
تطورت الأحلاف العسکرية على مر التاريخ، لتصل إلى شکلها الحالي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث فشلت منظمة الأمم المتحدة في ضمان الأمن والسلام في العالم، واندلعت الحرب الباردة بين القطب الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي والقطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريکية، مما جعل الدول تلجأ إلى الأحلاف العسکرية والسياسية لضمان الأمن والسلم، وبعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة ساد مفهوم الأمن الجماعي في السياسة الدولية، ولکن أثبت الواقع صعوبة تنفيذ هذا النظام خصوصاً مع الدول الکبرى التي تهدد الأمن والسلم الدوليين بسبب منح حق الاعتراض vetoللدول الخمس الکبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو حق الاعتراض على أي قرار دون إبداء الأسباب([i]).
([i]) الحرب الباردة :- تعددت الآراء والنظريات حول مفهوم الحرب الباردة , ولکن التعريف الشائع والذي استخدم في العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية يشير إلى وجود حالة من التنافر والعداء الشديد بين الدول الغربية ودول أوروبا الشرقية , کما تعني الحرب الباردة وجود تناقض في المصالح والمعتقدات , والاختلاف الأيدلوجي , ولکن هذا التناقض لم يتطور إلى حرب مسلحة , ولکن اعتمد على الوسائل السياسية , کما تميزت الحرب الباردة بالشمولية لأنها شملت مناطق کثيرة من العالم, انظر : إيناس سعدي عبد الله , الحرب الباردة دراسات تاريخية للعلاقات الأمريکية السوفياتية , کلية الآداب , الجامعة المستنصرية , العراق , ط1. 2015, ص22.