يعدّ الاهتمام بالمستقبل سمة بشريّة تميز الانسان منذ فجر التّاريخ؛ لذلک فقد حظى باهتمام عميق في محاولة لمعرفة ذاته ومکانه ومصيره في الحياة، ولا يمکن أن يجادل أحد في أهمية المستقبل، فکما قال ألبرت انشتين: "إنني أهتم بالمستقبل، لأنني - ببساطة سوف أذهب إليه"، وهو الحقيقة التي سنواجهها، والمستقبل بالنسبة للأفراد أو الجماعات، إما خير أو شر؛ بينما على مستوى الدول فهو إما رفاهية وازدهار وتقدم، أو تخلف وضياع وفقر وتبعية وخضوع لدول أخرى؛ لذا فإن المستقبل ذو أهمية استراتيجية کبيرة، وهو ما جعل الدول ذات التقاليد الراسخة في صياغة استراتيجيات الأمن القومي منشغلة بفهم وإدراک مسارات الزمن، وتوقع المخاطر الآتية والفرص الممکنة.