تهدف هذه الدِّراسة إلى تحقيق مطلبين: المطلب الأول إبرازُ أدبية النُّکتة؛ باعتبارها نوعا قصصيا بالغ القِصَر، بسمَات وأساليب قصصيةٍ فنِّيَّةٍ خاصَّةٍ ولغايات محددة. والمطلب الثَّاني يُنشد إبراز السِّمات والأساليب الفنِّية للنُّکتة (قصصية الإهاب). وقد اختيرت نماذج النکات من الثقافة الألمانية التي تعتدُّ بالنکات ضربا قصصيا (النکات النمساوية تحديدا في فترة الحُکم النَّازي). بُحث المطلبان بمنهج نقدي يجمع بين نقد النقد والنقد الثقافي، وُظّفا في تحليل نماذج النکات المختارة لعينة الدراسة واستنباط السمات والآليات المنظورة؛ لإبراز الخصوصية النوعية الأدبية للنکات؛ وتحديد المقومات القصصية المخصوصة وأساليب صياغتها وووظائفها وغاياتها. وقد خلصت الدراسة إلى أدبية النکات النمساوية بشکل خاص؛ للتعامل معها کشکلٍ من أشکال التعبير الأدبي، الذي يعتمد على مقومات البناء القصصي وجوانب من سماته في مناقشة القضايا الإنسانية ونقدها. ويتخذ من الأساليب الأدبية بشکل عام – والقصصية بشکل خاص – وسيلة للتعبير لتحقيق أهداف منظورة في البوح الإنساني ومأمونة العواقب؛ نظراً لطبيعة الموضوعات التي تتناولها النکات ذات الحساسية الدينية أو السياسية أو الاجتماعية. ويُرنا من خلال هذا التناول إلى توجيه العناية بأهمية دراسة النکات على المستويين الفني والنقدي؛ لاستشراف آثار هذا الضرب من التعبير.