إن ما نشهده اليوم من تطورات تکنولوجية وما تعرفه وسائل الاتصال من تقدم متسارع وبالأخص في ميدان الشغل ساهم في تغيير طبيعة العمل، لم تعد الصورة النمطية للعمل الدائم بدوام کامل مع ساعات عمل ثابتة ومع نفس المشغل، محط اقبال سواء من طرف الباحث عن عمل أو من لدن المقاولة. فلم يعد الشغل بمفاهيمه التقليدية قادرا على استيعاب التحولات الطارئة في ميدان الشغل، خاصة مع ما عرفته جائحة کورونا من حاجة إلى إيجاد بدائل تتناسب مع ما فرضته الوضعية الوبائية الشيء الذي عجل بالانتقال للاقتصاد الرقمي.           فالعمل بالمنصات الرقمية يسمح للعاملين بالقيام بالعديد من الأعمال، سواء تلک القائمة على الويب التي تعمل على الاستعانة بمصادر خارجية في العمل، من خلال مکالمة مفتوحة إلى عمال متفرقون جغرافيا، وتشمل الترجمة وتطوير المواقع وتسمى بذلک منصات إلکترونية قائمة على الويب، أو أعمال تؤدى بناء على الموقع التي تعمل على تخصيص العمل للأفراد في منطقة جغرافية واحدة ومحددة وتشمل خدمات سيارة الأجرة على سبيل المثال ويطلق عليها المنصات القائمة على الموقع.           فمنصات العمل الرقمية توفر للعمال فرصة للعمل من أي مکان، وفي أي وقت، وفي نوع الشغل الذي يناسبهم. غير أن هذا النمط الجديد من العمل ورغم المرونة التي تميزه، يجب بين طياته عدة مخاطر. الکلمات المفتاحية : مستقبل العمل ما بعد جائحة کورونا- العمل بالمنصات الرقمية- الاقتصاد الرقمي- الأنماط الجديدة للعمل.