إذا کانت جغرافية الخدمات حدثية النشأة کفرع من فروع الجغرافية البشرية فإن هذا لا يعني أن أنشطة الخدمات حدثية هي الأخرى وإنما هي أنشطة قديمة قدم الإنسان ذاته ولکنها لم تأخذ مکانها على خريطة الأنشطة الاقتصادية إلا منذ قرنين فقط من الزمن.        وانطلاقاً من أن التفاعل بين الإنسان والبيئة الطبيعية الذي يشکل محوراً رئيسياً وإطاراً جامعاً لکثير من الدراسات الجغرافية وأيضاً اهتمام الجغرافية بإبراز شخصية الأماکن Place Identity وتميز کل مکان بصفاته وتفاعل الأماکن Spatail Interaction وتوزيع الظاهرات الجغرافية وفي هذا الإطار العام لعلم الجغرافيا ويبدو الاهتمام بالخدمات نتاجاً طبيعياً، فالخدمات هي إحدى نتائج التفاعل بين الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية، أيضاً تعتبر الخدمات من أکبر مسببات الحراک والتفاعل بين الأماکن بل يمکن القول بأنها من أفضل الطرق لتحقيق التوازن الإقليمي في التنمية وتقليل الفوارق التنموية بين القلب والهوامش الجغرافية في الأقاليم المختلفة.