تحظى الرقمنة بالاهتمام خلال السنوات الخمس الأخيرة مدفوعًة بالنمو المطرد في الاقتصاد الرقمي والشمول المالي، وتداعيات جائحة کورونا، فضلًا عن المنافسة المتنامية من شرکات التکنولوجيا المالية. لذا يهدف هذا البحث إلى تحديد محددات رقمنة الوظائف المحاسبية بالشرکات الصغيرة والمتوسطة في المملکة العربية السعودية، وبيان التحديات والصعوبات التي تواجه رقمنة الوظائف المحاسبية بهذه الشرکات، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحثان منهجاً وصفياً استنتاجياً، حيث تحلل الدراسة مستوى رقمنة الوظائف المحاسبية بالشرکات الصغيرة والمتوسطة وربطه بخصائص الشرکة والتحسن في الأداء المالي للشرکة. ويؤمل أن البحث والتحليل للقضايا المتعلقة بعمل الرقمنة في الشرکات الصغيرة والمتوسطة سيسمح على الأقل بسد جزء من الفجوة البحثية الموجودة في الدراسات السابقة. حيث يجب إدراج الجوانب المتعلقة باستخدام الرقمنة التي تم إدخالها في عصر جائحة کورونا بشکل دائم في استراتيجيات عمليات الشرکات من قطاع الشرکات الصغيرة والمتوسطة. وأشارت نتائج الاختبار الميداني إلى أن هناک علاقة ذات دلالة معنوية إحصائيا بين کل من حجم الشرکة، نوع القطاع، وخصائص الشرکات الأخرى ومستوى رقمنة الوظائف المحاسبية، وکذلک وجود علاقة ذات دلالة معنوية إحصائيا بين التحسن في الأداء المالي ومستوى رقمنة الوظائف المحاسبية، وکذلک وجودعوائق تواجه رقمنة الوظائف المحاسبية بالشرکات الصغيرة والمتوسطة في المملکة العربية السعودية. کما تبين وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في مستوى رقمنة الوظائف المحاسبية في الشرکات تبعا لحجم الشرکة، ولا توجد فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في مستوى رقمنة الوظائف المحاسبية في الشرکات تبعا لعمر الشرکة. وفي ضوء نتائج البحث يوصي الباحثان الشرکات الصغيرة والمتوسطة بالمملکة العربية السعودية بضرورة التوسع في مستوى الرقمنة للوظائف المحاسبية بما يتلاءم مع طبيعتها وأهدافها. وبضرورة وجود معيار محاسبي يوضح أسس القياس والإفصاح المحاسبي في ظل التحول الرقمي، وزيادة الدعم لنماذج الأعمال الرقمية والمبتکرة الجديدة، والتشجيع الإضافي للرقمنة لمساعدة الشرکات على تعزيز الکفاءة، وکذلک تمکين الشرکات الصغيرة والمتوسطة من أن تصبح أکثر کفاءة وأکثر قدرة على المنافسة.