يهدف البحث إلى التعمق والتعرف على حياة المصرى القديم فى تلک الحقبة التى عرفت إصطلاحًا بـ "الحقبة القبطية" إعتمادًا فى ذلک على الوثائق القبطية المنشورة والمؤرخة ما بين القرنين السابع والعاشر الميلاديين . ويتناولالبحث دراسة کل ما ورد عن الملح فى الوثائق القبطية ، والتى تظهر العديد من الجوانب الحياتية للأقباط فى تلک الفترة ، فتظهر الدراسة اللغوية تطور الجانب الثقافى لديهم الذى يتضح فى إستخدام العديد من المدلولات والإشتقاقات اللغوية للتعبير عن الملح ، والتى تختلف فيما بينها سواء فى أصولها أو فى تهجئتها من لهجة لأخرى ، بالإضافة إلى تمييز الأقباط لغويًا لکلاً من أنواع الملح المتعددة ، والمکاييل والأوانى المستخدمة فى کيل الملح وحفظه، کما يتضح من خلال الدراسة بعض الجوانب الحياتية الأخرى التى کان عليها الأقباط فى تلک الفترة سواء کانت جوانب دنيوية أوجوانب دينية جنائزية ، والتى تستعرضها الورقة البحثية من خلال إستخدامات الملح المتعددة ، التى أوضحت أهمية الملح البالغة فى حياة الأقباط ، والتى نجدها تتمثل فى: 1-   إستخدامات غذائية، فيعتبر الملح من التوابل الأساسية المستخدمة فى تمليح الطعام ، بجانب إستخدامه کعنصر أساسى فى العديد من الصناعات الغذائية ، مثل السمک المملح والجبن المملح ، وغيرها من الصناعات الغذائية التى لازال حتى الآن يعد إستخدام الملح فيها  شىء أساسى، بالإضافة إلى ذلک فکانللملح أهمية غذائية خاصة للأقباط ، فهو يعد أحد العناصر الأساسية للوجبة الغذائية للرهبان فى الأديرة ، لذلک کانت تحرص الأديرة على توافر الملح بشکل أساسى . 2-   إستخدامات طبية ، والتى تتمثل فى إستخدام الملح بمفرده فى الوصفات العلاجية کنوع من العقاقير ، بالإضافة إلى إستخدامه کعنصر معدنى هام فى تحضير الأدوية لعلاجبعض الأمراض کالقرح وأمراض العيون و التورم والجروح . 3-   إستخدامات صناعية ، حيث أعتبر الملح من المواد الضرورية التى تدخل فى عدد من الصناعات مثل صناعة الزجاج والفيانس و الصبغة و الذهب . 4-   إستخدامات دينية جنائزية ، استخدم الملحفى الحياة الدينية والجنائزية  کعنصر مطهر هام يستخدم فى طهارة الجسد ، طرد الأرواح الشريرة ، بجانب استخدامه کجزء أساسى فى تجهيزات الموتى  .