تواجه الجامعات تحديات خارجية متسارعة تتمثل في المنافسة الشديدة من الجامعات الأخرى، وفي زيادة سرعة التغيير المحيط بها، ولن تستطيع الجامعات التعامل مع تلک التحديات بنفس الموارد والقدرات. وفي هذا السياق تمتلک الجامعات موارد وقدرات مختلفة، وتمثل الموارد ممتلکات الجامعات، في حين تعبر القدرات عن کيفية استثمار هذه الموارد وتجديدها وتطويرها، وتختلف الميزة التنافسية من جامعة لأخرى، من حيث القدرات التي توظفها الجامعات من أجل استثمار مواردها؛ ومن هنا ظهر مصطلح القدرات الديناميکية في الفکر الإداري؛ من أجل مساعدة المنظمات على تجديد مواردها وتطويرها؛ وبالتالي مواجهة التنافس المحيط. وتشير القدرات الديناميکية إلى قدرة الجامعات على تجديد مواردها وتطويرها وإعادة تشکيلها والوصول إلى موارد جديدة. وتختلف الموارد التي تحتاج إليها الجامعات؛ فمنها ما هو مادي، ومنها ما هو غير ملموس کالمعرفة والموارد البشرية. وتجدر الإشارة إلى أن الموارد غير الملموسة تزداد في أهميتها عن الموارد الملموسة؛ حيث أصبحت مصدرًا رئيسًا للميزة التنافسية؛ وعلى ذلک تحتاج الجامعات إلى امتلاک القدرات التي تساعدها على تطوير مواردها، وخاصة الموارد غير الملموسة وتجديدها وإعادة تشکيلها. ومن القدرات التي تحتاج إليها الجامعات من أجل تطوير مواردها وتجديدها: قدرة الاستشعار، وقدرة الاستيعاب، وقدرة التجديد، وقدرة التسويق؛ تلک القدرات تساعد الجامعات على استثمار مواردها المعرفية والبشرية التي أصبحت مصدرًا رئيسًا للميزة التنافسية، وکذلک تجديد مواردها الملموسة. وتجدر الإشارة إلى أن هناک العديد من الآليات التي يمکن من خلالها بناء القدرات الديناميکية للجامعات وتطويرها، من بينها: التحالفات الاستراتيجية، والتعلم التنظيمي، وإدارة المعرفة، واليقظة التکنولوجية. وفي هذا السياق يمکن بلورة مشکلة الدراسة من خلال الأسئلة التالية: 1-     ما الأسس النظرية للقدرات الديناميکية؟ وما آليات تطويرها بالجامعات؟ 2-     ما واقع القدرات الديناميکية للجامعات المصرية؟ 3-     ما التصور المقترح لتطوير القدرات الديناميکية للجامعات المصرية؟ وتهدف الدراسة الحالية الوصول إلى تصور مقترح؛ لتطوير القدرات الديناميکية للجامعات المصرية، وفي ضوء ذلک اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، بالإضافة إلى الاستعانة باستمارة استطلاع رأي مجموعة من الخبراء التربويين؛ من أجل تحکيم التصور المقترح.