يهدف البحث إلى وضع تصور مقترح للتشبيک کمدخل لتفعيل إدارة المعرفة بمدارس التعليم العام في مصر. ويعرف التشبيک إجرائيًا في سياق البحث الراهن بأنه مدخل لدعم الاتصال والعمل التعاوني المشترک بين مدارس التعليم العام في مصر، وتنسيق جهودها وأنشطتها بهدف بناء قدراتها المؤسسية على بناء المعارف المهنية الجديدة، ونشرها وتبادلها، وتطبيقها، وتبادل الخبرات والأفکار وأفضل الممارسات والحلول للمشکلات التي تواجهها بما يسهم في تطوير أدائها، وتحسين إنجاز الطلاب وذلک من خلال الاستثمار الأمثل لتکنولوجيا الاتصالات والمعلومات في بناء الشبکات وتدعيمها بأنظمة اتصال وقواعد للبيانات وأدوات للتواصل الإلکتروني لتيسير الاتصال والتشارک المعرفي بين المدارس الأعضاء.
وفي سياق الإطار النظري للبحث تم استکشاف فلسفة التشبيک ومقوماته کأحد المداخل المعاصرة التي انتشرت في العديد من المجالات نتيجة للتطور التقني المتسارع في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما أدى إلى تزايد دوره في الإدارة الفعالة للمعرفة بين المؤسسات المختلفة ومن بينها المؤسسات التعليمية، وبما عزز من عملياتها من بناء للمعرفة ونشرها وتبادلها وتطبيقها بين المعلمين والقيادات التعليمية في النظم التعليمية المختلفة.
واعتمد البحث على المنهج الوصفي باعتباره المنهج المناسب لطبيعة موضوع البحث، إلى جانب عرض نماذج لأفضل الممارسات فيما يرتبط بالتشبيک وبناء الشبکات في المجال التعليمي والتي يمکن تبنيها في هذا الإطار. کما تمت الاستعانة بأداة استطلاع الرأي لتعرف آراء عدد من خبراء التخطيط والإدارة التربوية حول العمليات الإدارية للتشبيک والتي تتمثل في التخطيط للتشبيک والتنظيم، وتنفيذ أنشطة الشبکات، والتقويم ومحاسبية الشبکات إلى جانب المتطلبات اللازمة لتطبيقه بين مدارس التعليم العام بهدف تحديد أهميتها النسبية بما يسهم في بناء التصور المقترح للتشبيک کمدخل لتفعيل إدارة المعرفة بمدارس التعليم العام في مصر.
وخلص البحث إلى تقديم تصور مقترح للتشبيک کمدخل لتفعيل إدارة المعرفة بمدارس التعليم العام في مصر تحددت مکوناته في: العمليات الإدارية للتشبيک، والمتطلبات اللازمة للتشبيک بين المدارس، والتشبيک وعمليات إدارة المعرفة، والتعلم والابتکار کنتيجة نهائية لتفعيل إدارة المعرفة بالمدارس. کما تمت الإشارة إلى بعض المعوقات التي قد تحول دون تطبيق التصور المقترح وکيفية التغلب عليها.