تَهدفُ الدراسةُ الراهنة إلى استکشاف حجم انتشار التحرش الجنسي بالموظفات العاملات بالمؤسسات الجامعية، بمختلف مظاهر هذا السلوک، والتعرف على الأسباب المدرکة له، وطرق المواجهة الشائعة لهذه الممارسات، کما تدرکها الموظفات في الجامعة. وقد تکونت عينة الدراسة من (245) من الموظفات بالأقسام الإدارية التابعة لجامعة القاهرة، وقد تراوحت أعمار الموظفات بين 22 سنة إلى 60 سنة بمتوسط عمر قدره (41,53 ± 10,8)، وبلغ متوسط عدد سنوات العمل لدى أفراد العينة (17 ± 11) عاما، ويعمل 57,5% من عينة العاملات في کليات العلوم الإنسانية، و42,4% منهن يعملن في کليات للعلوم الطبيعية. استخدمت الدراسة استبيانين: استمارة البيانات الأساسية (التي تضمنت معلومات عن البيانات الديموجرافية محل اهتمام الدراسة)، واستبيان سلوک التحرش الجنسي لرصد جوانب سلوک التحرش موضع الدراسة، بحيث ينقسم الاستبيان إلى عددٍ من المقاييس الفرعية، والتي تتمثل في مقياس مظاهر التحرش الجنسي، ومقياس خصال الضحية، ومقياس الأسباب المُدرکة لسلوک التحرش، ومقياس أساليب مواجهة التحرش داخل سياق الجامعة. وکشفت النتائج الخاصة بالسؤال عن نسب انتشار التحرش لدى عينة الموظفات أن ما يقرب من نصف جمهور الموظفات بالجامعة يتعرضن لصورة أو أخرى من صور التحرش. أما بالنسبة للسؤال الخاص بالکشف عن الأسباب التي تقف وراء إصدار سلوک التحرش، کشفت النتائج أن أکثر من نصف العينة (73%)، أقرت بأن هناک شيئًا ما في شخصيتهن يشجع المتحرشين على مضايقتهن ومعاکستهن، على الرغم من أن النتائج التفصيلية توضح عدم وجود خصائص مميزة للضحية، قد تکون السبب وراء التحرش بها، أما بالنسبة للسؤال الخاص بالکشف عن أساليب مواجهة سلوک التحرش، کشفت النتائج أن أکثر من نصف العينة (62%) يدرکن أن تشديدَ القوانين الإجراءُ الأمثل لمواجهة هذا السلوک داخل الجامعة