حاول علماء النفس، عبر عقود، فهم ظاهرة التعاطى، والبحث فى تفسير الأسباب التى تقف خلف سعى بعض المراهقين إلى تجريب التعاطى، بينما لا يفعل ذلک البعض الآخر، وشکل فهم الأسباب وراء التعاطى التجريبى لغزا محيرا، ولد تحديا لدى علماء النفس والاجتماع، وکلما زاد عدد المکونات المفترضة التى تسهم فى منشأ التعاطى التجريبى، زادت عدد التفسيرات المفترضة. وتهتم الورقة الحالية بعرض أربعة عشر نظرية بنيت على أسس إمبريقية، من خلال عدد من الدراسات الطولية، التى أجريت على التعاطى التجريبى. واشتملت هذه النظريات على جانب کبير من المنبئات المعروفة، والمتعلقة بالتعاطى التجريبى (شملت : النظريات الوجدانية المعرفية المفسرة للتعاطى، ونظريات التعلمي الاجتماعى، ونظريات الالتزام التقليدى والتعلق الاجتماعى، والنظريات المتمرکزة حول الخصائص الذاتية، والنظريات التکاملية التى تدمج بين متغيرات الشخصية، والروابط الأسرية والجوانب المعرفية). وفى نهاية وکمحاولة للتکامل بين النظريات المعروضة بالورقة الراهنة. تم تقديم إطار تصنيفى استنادًا إلى الجهود السابقة التى قدمها الباحثون المعنيون بهذا المجال، وعلى رأسهم بترياتس، إذ تنتظم مکونات هذا النموذج فى ثلاثة أنماط للتأثير (المؤثرات الاجتماعية التفاعلية، والمؤثرات الثقافية الموقفية، والمؤثرات الشخصية)، وثلاثة مستويات للتأثير تتضمن (مستوى التأثير القريب، والمتوسط، والبعيد)، وفى النهاية قدمت اقتراحات مستقبلية زمدال لتطوير النظرية المفسرة لمسببات التعاطى.