لقد حظي موضوع الصراع بين الاسرة والعمل باهتمام کبير من الباحثين ، حيث ان الصراع الذي يعاني منه الافراد فى المنظمات المختلفة والناجم عن التعارض بين ما يقتضيه العمل من مهام ومسئوليات من ناحية وما تتطلبه الأسرة من أعباء ومتطلبات من ناحية أخرى يؤدي إلى آثاراً سلبية لکلاٍ من المنظمة والعاملين بها . ( . Carlson et al., 2000) وقد إتفقت غالبية الدراسات التي تناولت الصراع بين الأسرة والعمل علي حصرها في 3 أبعاد اساسية ، وهي (الصراع القائم على الوقت، والصراع القائم على الضغوط، والصراع القائم على السلوک). ( Meyer& Allen , 2016)  ويؤکد العديد من الباحثين أن الأسرة والعمل يمکن أن يکون بينهما ترابطاً إيجابياً، فالنجاح في العمل يمکن أن يُزيد من تقدير الشخص لذاته، والذى بدوره يمکن أن يزيد من جودة الحياة في مجالات الحياة المختلفة، وهذا هو المعروف فى مجال دراسة الموارد البشرية باسم إثراء العمل للأسرة .(Tummers and Dulk, 2011) ولقد أشار العديد من الباحثين  إلى العواقب السلبية التي تنتج عن الصراع بين الاسرة والعمل والتى يمکن أن تظهر في ظواهر مختفة مثل انخفاض الالتزام التنظيمي، وزيادة معدلات الدوران، وانخفاض الإنتاجية، وانخفاض الروح المعنوية، وانخفاض الرضا الوظيفي، ,کما أنه يؤثر سلباً على الأداء التنظيمي .( Mohammadi et al., 2014). ولقدأصبح الصراع بين الأسرة والعمل موضوع جدير بالدراسة في بحوث السلوک التنظيمي في الأونة الأخيرة باعتباره شکلاً من أشکال التعارض بين الأدوار الذي يحدث نتيجة الضغوط المتزايدة التي تفرضها الوظيفة على الفرد (Carlson et al., 2000)   ولقد أشارت العديد من الدراسات التي تناولت الصراع بين الأسرة والعمل أن هذا المتغير يؤثر سلباً على العديد من النتائج التنظيمية مثل الرضا الوظيفي، والالتزام التنظيمي، والرضا عن الحياة، کما أظهرت الدراسات وجود علاقة طردية بين الصراع بين الأسرة والعمل وعدة نتائج تنظيمية أخرى مثل الضغوط النفسية، ومعدل دوران الموظفين، والإحتراق الوظيفي