المُسْتخلَص:
يُعبِّرُ مُصْطَلَحُ "دِيْوَانِ الْأَسْرَى" عَن جِهةٍ إداريَّةٍ کَانَت مَعْنيَّة فِي العَصْرِ الْمَمْلُوکِي بشُؤونِ الْأَوْقَافِ المُرْصَدَة لفِدَاء الْأَسْرَى، وتَوجِيه إِيرَادَاتِها لتَحرِيرِهم مِنْ أَيْدِي الْأَعْدَاء، والمُساهَمة فِي تَلبيةِ احتياجَاتهم المَالِيَّة عَقب تَحرِيرهم.
والمُحاولَة تَنْصَبُّ فِي هَذَا البَحْث عَلَى دِراسَةِ "دِيْوَانِ الْأَسْرَى فِي دِمَشْقَ زَمَن الْمَمَالِيک" لتتبُّع نَشأتَه، ورَصْد مَلامِح تَطوُّره، وفَهْم أَهميَّته کمُؤسَّسة إداريَّة کَانَتْ مَعنيَّة بمَسْأَلةِ الْأَسْرَى، ودَاعِمَة لفِدَائِهم فِي ذَلِکَ العَصْر.
وقَد استوجَبَت الخُطّة البَحثِية لهَذا المَوضُوع اسْتِهْلاله بمَدخَلٍ تَعريفيّ بهَذَا الدِّيْوَان ومُسمَّياته الْمُتَدَاوَلَةِ فِي المَصادِر، وبِدَايَة ظُهُوره فِي دِمَشْقَ زَمَن الْمَمَالِيک وأَسْبَابه. ثُمّ تَناوَلَ البَحثُ بَعْدَ ذَلِکَ اخْتِصَاصات الدِّيْوَان المَذکُور وهَيْئته الإدَارِيَّة المُشَکَّلَة مِن: نَاظِر الدِّيْوَان وصَاحِب الدِّيْوَان والمُستَوْفِي والعَامِل (کَاتِب الحِسَابات) والمُشَارِف والشَّاهِد والمُعِين. کَمَا طَرَحَ البَحْثُ فِي ِثَنايَاه أَمْثِلَةً حَيَّةً لِمَا حَقَّقَهُ هَذَا الدِّيْوَان مِن مُنْجزاتٍ رَائِدة فِي مَسْأَلةِ الْأَسْرَى وفِدَائِهم مُنْذُ نَشْأته وطوَال العَصْر الْمَمْلُوکِيّ. وکُلّها مُنْجزات تعکس بِطَبِيعَةِ الحَال مَا وَصَلَت إِلَيه الإِدَارَة الْمَمْلُوکِية مِن رُقِي وتَقدُّم فِي تَنظِيم شُؤونها، وتُعَدّ وَاحِدَة مِن الصَّفحات النَّاصِعةً في تَاريخِها بصِفةٍ خَاصَّة وفِي تَارِيخِ الحَضَارةِ الْإِسْلَامِيَّةِ بصِفةٍ عَامَّة.