واجهت مصر انتقادات کثيرة من خلال ابواق اعلامية اجنبية تشکک في ثورة 30 يونيو 2013 وشرعية الحکومة، الأمر الذي دفع الخارجية لتبني خطاب موازي يقدم الحجج المضادة ويصلح الصورة السلبية من خلال تصريحات وبيانات اعلامية ومذکرات شارحة لشرح التطورات التي شهدتها البلاد والرد على الانتقادات. وحاولت هذه الدراسة التعرف على نوعية الاستراتيجيات التي تستخدمها وزارة الخارجية المصرية لاصلاح صورة مصر الذهنية عبر محتوى تغريدات حسابها الرسمي وحساب المتحدث الرسمي على تويتر ما بعد ثورة 30 يونيو. واعتمدت على منهج المسح حيث تم تحليل مضمون (2569) تغريدة خلال الفترة من 30 يونيو 2013 وحتى 30 سبتمبر 2015. واشارت نتائج تحليل البيانات الاولية للحسابين، ان زيادة عدد المتابعين لحساب الوزارة يرجع لطول الفترة الزمنية للحساب التي قربت من 5 سنوات، مقابل اقل من عام لحساب المتحدث الرسمي. وعند مقارنة اعداد التغريدات على الحسابين يلاحظ کثافة الاستخدام من قبل حساب الوزارة حيث زادت عدد الساعات والايام التي تم التغريد فيها على الحساب. رغم کثرة اعداد متابعي حساب الوزارة الا ان القائمين على الحساب لم يستخدموه بشکل يتناسب مع حدود المساحة طبقا لتويتر (140 حرف) فکان دائمًا هناک رابط لاکمال بقية المکتوب بصفحة الوزارة الرسمية على الفيس بوک، وقلت نسبة الهاشتاجات المستخدمة في التغريدات وکانت التغريدات دائمًا باللغة العربية. مقابل استخدام احترافي من حساب المتحدث الرسمي الذي التزم بـعدد الحروف التي يسمح بها تويتر واستخدم الهاشتاج في کل التغريدات التي کانت غالبيتها باللغة الانجليزية، مما يشير للتماشي مع معدل الحياة السريع بارسال رسائل قصيرة ولکنها مؤثرة والدليل ان عدد التغريدات التي رد عليها المتابعين حظيت باعداد اکبر بکثير مما على حساب الوزارة. وبالتالي يکون حساب المتحدث الرسمي اکثر فعالية من حيث مخاطبة الغرب بلغتهم، فخصائص المتابعين للحسابين تشير الي ان اکثر من النصف انشأ الحساب باللغة الانجليزية ويعتبرها لغته الاولي. في الوقت الذي اهتم المتحدث الرسمي بمتابعة حسابات وزارات الخارجية المختلفة وبعض الشخصيات الهامة ووسائل الاعلام لم يهتم حساب الوزارة بمتابعة اي حساب، وتشير النتائج الي ان اکثر من 65% من جمهور الحسابين تتراوح اعمارهم ما بين 18-34 عام ولوحظ أن غالبية متابعي الحسابين استخدموا تويتر من فترة طويلة وغالبيتهم حظي بمتابعة من عدد متوسط من المتابعين. مما يشير الي ان متابعي الحسابين نشطين في استخدام تويتر. ومن خلال متابعة التغريدات لوحظ أن الموضوع المهيمن على تغريدات وزارة الخارجية على الحسابين اهتم بمحاولات تصحيح صورة مصر المغلوطة بعد ثورة 30 يونيو ثم ابراز مصر کدولة لها دور فاعل في القضايا المختلفة ثم ابراز دعم وتأييد الدول المختلفة لمصر ثم ابراز صورة مصر کدولة محبة للسلام ورافضة للارهاب بکل اشکاله. وکانت أکثر الاستراتيجيات استخداما تحويل اللوم إلى الطرف المهاجم تلتها استراتيجية التبرير ثم التدعيم ثم الهجوم ثم استراتيجية الانکار البسيط ثم استراتيجية الضعف والنوايا الحسنة. واختفت استراتيجيات کل من الافعال التصحيحية والاعتذار اقتناعًا من وزيري الخارجية بان ما حدث في مصر کان تصرف صحيح بموجب ارادة شعبية. وفي استراتيجية التهرب من المسئولية اختفت استراتيجيات الاشارة لما حدث علي انه حادث مؤسف. وبالنسبة لاستراتيجية التقليل من شأن الحدث، اختفت استراتيجيات الاختلاف والتسامي والتعويض. ويمکن تقسيم الفترة الزمنية للدراسة الي ثلاث فترات أساسية، الأولى وهي الفترة التي تلي الثورة مباشرة حيث رکزت الاستراتيجيات على انکار ان ما حدث انقلاب وتوجيه اللوم لمحاولات التدخل في شئون مصر، والهجوم على افعال الاخوان المسلمين مع تبرير ما حدث على انه ارادة شعبية وتوضيح حسن النوايا حتى لا يحدث صدام بالاضافة الي توضيح تدعيم الکثير من الدول لمصر في اطار العلاقات الثنائية. وتدرجت اللغة المستخدمة في التعبير عن الاستياء والرفض وان غلفها الطابع الدبلوماسي. وفي هذه الفترة تعاقب وزيرين على الخارجية، استندت استراتيجيات اصلاح الصورة في فترة وزير الخارجية محمد عمرو على استراتيجية الانکار والنوايا الحسنة بينما رکز فهمي على استراتيجية التبرير، واظهار الدعم من دول العالم المختلفة واستراتيجية الهجوم على الاصوات المضادة. ويمکن القول ان الوسائل التي اعتمد عليها الوزير نبيل فهمي هو ترکيز عمل السفارات لتوضيح الاوضاع من خلال وسائل الاعلام والاهتمام بالسياحة من خلال اعادة النظر فى تحذيرات السفر بعد تحسن الوضع الآمنى.