نظراً لأهمية السياحة کظاهرة بکل أبعادها المختلفة اهتمت بها جميع الدول وسعت لاستغلال مقوماتها السياحية وإبرازها من خلال استخدام وسائل الاتصال المختلفة للترويج السياحي عن هذه المقومات والمأثر السياحية.ومن هنا تنبع مشکلة البحث الحالي والتي تتمثل في رصد وتحليل الدور الذي تقوم به القنوات التلفزيونية المصرية في تحقيق مفهوم التنمية السياحية بأبعاده المختلفة من خلال المضمون السياحي المقدم بقناتي الدراسة.   برز من نتائج الدراسة السابقة رصد اختلاف بين توجه کل من الفضائية الحکومية "الفضائية المصرية"، والفضائية الخاصة "قناة الحياة" في تناولهما المضمون السياحي وظهر هذا الاختلاف في عدة مؤشرات مثل: 1-    اهتمام القناة الحکومية "الفضائية المصرية" بتقديم المضمون السياحي المتنوع ما بين (برامج سياحية ، أفلام تسجيلية سياحية، ومضات أو فواصل سياحية "فيلرز") بشکل أکبر من اهتمام القناة الخاصة "قناة الحياة" وظهر هذا من خلال عناصر متعددة (عدد المواد السياحية المقدمة، الوقت المخصص للمضمون السياحي فيهما، الأشکال المتنوعة للمضامين السياحية المقدمة) وهو ما يدل على ترکيز القناة الحکومية ضمن أهدافها من النهوض بقطاع السياحة وتنشيطها استجابة لأهداف الدولة فيما يخص قطاع السياحة على عکس القناة الخاصة التي تهتم بالمضمون الذي يجلب الربح بشکل أکبر وفقاً لرؤية القائمين عليها حيث ليس من المسئولية المباشرة للقناة الخاصة ترويج السياحة للدولة الباثة إلا فيما يحقق مصالحها الخاصة. 2-    ترکز الاهتمام الأکبر في المضامين السياحية المقدمة في کل من القناتين الحکومية والخاصة على "البرامج السياحية" أکثر من الاهتمام بتقديم "الأفلام التسجيلية السياحية" أو "الفيلرز السياحية " وهو ما يرجع إلى الاهتمام بتقديم برنامج له دورية محددة سواءً بشکل أسبوعي أو أکثر من يوم في الاسبوع وذلک لجعل الاهتمام أکبر بمتابعة المضمون السياحي بشکل مستمر ودوري وأيضاً هذا يرجع إلى سبب أن تکلفة انتاج فيلم تسجيلي تعد مرتفعة وتتطلب إمکانيات وميزانية کبيرة ولهذا رکزت الفضائية المصرية على عدد محدد من الأفلام التسجيلية السياحية التي کانت تقدمها بشکل متکرر خلال مدة المتابعة فيما لم تقدم "قناة الحياة" أي فيلم تسجيلي سياحي خلال الفترة ذاتها. 3-    اهتمت " الفضائية المصرية " بشکل کبير بالترکيز على "السياحة الثقافية" وذلک من خلال عدد من المضامين التي تناولت الحياة الثقافية في مصر من جهة، وأخرى رکزت على عرض التاريخ الأثري لعدد من الأثار والمزارت المصرية التاريخية، فيما لم تهتم قناة الحياة بالترکيز على عرض الأثار المصرية أو الجانب الأثري المصري تحديداً بينما کان الاهتمام فيها بعرض ما يوجد من أثار في أماکن ومزارات مرتبطة بالمناطق والدول التي عاش فيها الأنبياء- عليهم السلام-. 4-    احتل "سوق الدول العربية " النسبة الأکبر من الاهتمام في المضمون السياحي المقدم من خلال القناتين - محل الدراسة – حيث اهتمام "الفضائية المصرية" بالترويج للسياحة في مصر والتي تنتمي لسوق الدول العربية في حين جاء اهتمام "قناة الحياة" بالدول العربية الأخرى مثل "الأردن، فلسطين، السعودية، العراق، سوريا، لبنان،اليمن،  وأحياناً مصر"، وکان اهتمام "الفضائية المصرية" بالترويج للسياحة الداخلية في مصر بشکل أکبر مما قدمته "قناة الحياة" التي رکزت على الترويج للسياحة العربية بشکل أساس.