استهدفت الدراسة اختبار تأثير خصائص الوظيفة بأبعادها الخمسة (تنوع المهارات، هوية العمل، تأثير وأهمية العمل، الاستقلالية، والتغذية العكسية) على الالتزام الوجداني لدى العاملين الإداريين بجامعة أسيوط، كما استهدفت أيضا دراسة الدور التفاعلي (المعدل) للثقة التنظيمية بأبعادها الثلاثة (الثقة في المشرف أو الرئيس المباشر، الثقة في الزملاء، والثقة في الإدارة العليا) في هذه العلاقة، وقد أجريت الدراسة التطبيقية علي عينة طبقية عشوائية من العاملين الإداريين بجامعة أسيوط بمختلف التخصصات النوعية، حيث بلغ حجم العينة (376) مفردة، وقد اعتمدت الدراسة على مزيج من الاستبيان اللكتروني والورقي، حيث تم إدراج القوائم المجمعة ورقيا على الرابط الالكتروني ذاته في ملف واحد، وقد بلغ عدد القوائم الصحيحة والصالحة للتحليل الإحصائي (310) قائمة بمعدل استجابة صحيح بلغ (82.5%)، ومن خلال استخدام تحليل الانحدار البسيط والمتعدد التدريجي تم التوصل إلي مجموعة من النتائج أهمها، وجود تأثير معنوي موجب لخصائص الوظيفة كمتغير إجمالي جامع للأبعاد الخمسة على الالتزام الوجداني لدى أفراد العينة، أما عن الأبعاد الفرعية لخصائص الوظيفة، فقد تبين وجود تأثير معنوي موجب لكل من التغذية العكسية، وهوية العمل، وتأثير وأهمية العمل على السلوك الالتزام الوجداني، ولم تدعم النتائج تأثير بعدي تنوع المهارات والاستقلالية على الالتزام الوجداني لدى أفراد العينة. كما تبين أيضا وجود تأثير معنوي موجب للثقة التنظيمية إجمالا على الالتزام الوجداني، وفيما يتعلق بالأبعاد الفرعية للثقة التنظيمية، تبين وجود تأثير معنوي موجب لبعدي الثقة في الإدارة العليا، والثقة في المشرف على الالتزام الوجداني، ولم تدعم النتائج تأثير الثقة في الزملاء على الالتزام الوجداني. وفي سياق اختبار الوساطة التفاعلية، أسفرت النتائج عن ثبوت الدور التفاعلي (المعدل) للثقة التنظيمية إجمالا في العلاقة بين خصائص الوظيفة كمتغير إجمالي والالتزام الوجداني، أما عن الدور المعدل لأبعاد الثقة التنظيمية، فقد أسفرت النتائج عن أن التفاعل الأول (تفاعل التغذية العكسية * الثقة في الإدارة العليا) يعد أهم متغير مفسر للتباين في الالتزام الوجداني للعاملين الإداريين بجامعة أسيوط، وقد نوقشت هذه النتائج، وكشفت تلك المناقشة عن عدة استنتاجات ودلالات نظرية وتطبيقية.