أسفرت التغييرات والتحولات الحداثية التي خلفتها المساعي البشرية الرامية إلى التطور الحضاري عن مخاطر متعددة وتهديدات مرکبة شکلت في جملتها مجتمع المخاطر الذي بات عالميًا، والذي جسدته نقاشات العلم الاجتماعي الحديث في شکل نظرية تصف وتحلل التغييرات الحادة والخطيرة التي تطرأ على العالم المعاصر، ومع تنامى النقاش حول مجتمع المخاطر العالمى وتداعياته على حياة الشعوب والمجتمعات. ومع الهزات العنيفة التي لاحقت التعليم في ظل مجتمع المخاطر العالمي؛ والتى رافقها قصورًا في أدواره ووظائفه بشکل جعله غائب في معظم النقاشات والتنظيرات حول مجتمع المخاطر، يأتي البحث الحالي ليستهدف الکشف عن دور التعليم المصرى فى إطار مجتمع المخاطر العالمي وإشکاليات هذا الدور، وإمکانية تفعيله من خلال تبني أنماط تجديدية ومسارات تأهيلية تؤهله للقيام بدور فعال ومؤثر يواکب اللحظة الراهنة، ووصولاً لتحقيق هذه الأهداف تم استجلاء الأسس الفکرية لمجتمع المخاطر العالمي، کما تم تحليل محددات دور التعليم وافتراضاته في ظل مجتمع المخاطر العالمي، وأهم الإشکاليات التي تواجه دورالتعليم المصري في ضوء هذه المحددات والافتراضات، ثم تبنى البحث لبعض أنماط التجديد الوظيفي ليصبح تعليمًا للمخاطر بخصائص عالمية تنموية رقمية ملائمة، وقد انتهى البحث بوضع مسارات متکاملة لتفعيل أنماط التجديد الوظيفي اللازم لتفعيل دور التعليم المصري في إطار مجتمع المخاطر العالمي.