تهدف الدراسة إلى استکشاف خدمات المعلومات التي تقدمها المکتبات بالمملکة العربية السعودية خلال جائحة COVID-19 والتي تلبي احتياجات المستخدمين من المعلومات بالإضافة إلى دعم انتشار الثقافة الصحية المجتمعية للوقاية من الأمراض. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، واعتمدت الدراسة على الاستبانة کأداة لجمع البيانات والتي صُمِّمَت بواسطة جمعية المکتبات (ALA) وذلک بعد تعديلها وتکييفها لتتناسب مع البيئة السعودية، وتکون مجتمع الدراسة من (44) مکتبة جامعية أکاديمية ومکتبات عامة غير أکاديمية، وقد استجاب لهذه الاستبانة (12) مکتبة جامعية أکاديمية ومکتبتان جامعيتان، وبذلک حُدَّدت عينة الدراسة بـ(14) مکتبة. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أبرزها أن ردود فعل إدارة المکتبات ووظائفها تجاه الجائحة تمثلت في أمرين هما: إما السعي لدعم العمل عن بعد عبر الإنترنت وتعزيز مصادر المعلومات الرقمية، أو إعادة تخصيص مساحات لتأمين مسافة اجتماعية داخل المکتبة، وتوفر المکتبات برامج للتوعية الصحية بصفة عامة، وقدمت المکتبات خدمات للطلاب عن بعد مثل الخدمة المرجعية الافتراضية، وتطوير مجموعة من المصادر والأدوات المساعدة الإرشادية، ومساعدة الطلاب في عملية التعلم عن بعد. وفيما يخص أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، فقد أسهمت المکتبات أثناء جائحة کورونا في توفير وتطوير مجموعة من المصادر والأدوات المساعدة، مثل المصادر التي تساعدهم في القيام بالعملية التعليمية عن بعد وتوجيه وتعليم طلابهم، وقد طوَّرت المکتبات شراکات جديدة مع سکان المنطقة المحيطة بالمکتبة وساهمت في التوعية الصحية الخاصة بکورونا، بالإضافة إلى أن بعضها قدَّم مستلزمات الوقاية والحماية للسکان، وأجمعت المکتبات محل الدراسة حول احتياجات المکتبات المستقبلية وخططها على ضوء التحديات الحالية بالبدء في إضافة خدمات إلکترونية عن بعد والتوسع فيها. واقترح الباحث مجموعة توصيات، ومن أهمها: ضرورة تفعيل دور جمعية المکتبات والمعلومات السعودية فيما يخص رعاية المکتبات والقائمين عليها في مواجهة الجائحة وفق مجموعة من الإرشادات، والتوجيهات العلمية المدروسة، فضلًا عن تقديم الحوافز للمکتبات المتميزة في هذا الجانب، وضرورة مشارکة المکتبات في السعودية في دعوة الاتحاد العربي للمکتبات والمعلومات بخصوص المساهمة في کتاب جماعي بعنوان "کيف تعاملت المکتبات العربية مع جائحة کورونا: تجارب عربية" استجابةً لتوثيق کيفية تعامل المکتبات العربية بمختلف أنواعها مع الجائحة غير المسبوقة، وذلک من خلال مشارکة اختصاصيي المکتبات والمعلومات العرب في توثيق تجارب مکتباتهم في استمرارية خدمة مستفيديها في ظل تداعيات هذه الجائحة.