منذ جاء الإسکندر إلى مصر ونظامها الإداري شبه ثابت لفترات زمنية طويلة , فطوال العصر البطلمى , استمرت النظم الإدارية المصرية مع تغيرات طفيفة , لاسيما في الإدارة العليا بالإسکندرية والتي کان الملک البطلمي علي رأسها .
بينما کانت مصر من أهم الولايات الرومانية واستمر هذا الوضع في العصر البيزنطي، وترتب على ذلک أهمية وضع حاکمها لدى الإمبراطور، حيث قام بوضع أحد القادة العسکريين کحاکم لمصر وکان يسمى البريفکت.
ويبدو أن وظيفة البريفکت ظهرت حتى تتلائم مع الإصلاحات الإدارية التي حدثت في عهد الإمبراطور أغسطس في فترة حکمه لمصر . خاصة أن الإمبراطور ملک أجنبي غير متواجد في مصر ولابد من وجود حاکم يمارس جميع سلطات الملک.
وقد تمتع البريفکت فى مصر في العصر البيزنطي بکل السلطات وکان خاضعاً مباشرة للإمبراطور الذي کان فقط يستطيع تعيينه أو عزله. وکان يقيم بالإسکندرية ، ولا يغادرها إلا لعقد المحاکمات العليا مرة بالوجه البحري وأخرى بالوجه القبلي. وکان من حقه تعيين کافة موظفي الإدارة المرکزية في مصر.
ومن هنا تأتى أهمية توضيح وظيفة البريفکت ومهامه المکلف بها في جميع النواحي العسکرية والاقتصادية والإدارية والقضائية مما يجعل لدينا صورة أوضح عن تاريخ مصر في تلک الفترة الزمنية الهامة .